تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذكريات في الفن...عصر السينما الذهبي..

فنون
الثلاثاء 20/12/2005م
عادل أبو شنب

يعرض الشبان, هذه الأيام, عن ارتياد دور السينما , لا المهرجانات ولا الندوات ولا الكتب يمكن أن تعيدهم إلى هذه الدور. ربما بسبب انتشار ملهيات جديدة هي التلفزيون ..

ربما لأسباب أخرى. غير أنني أتذكر الخمسينيات والستينات من القرن الماضي, عندما كانت تمتلئ أي دار للسينما بآلاف الحضور.. لمشاهدة فيلم جديد, أنتجته هوليود قبل أسبوع واحد أجل .. كانت دور السينما تعرض الأفلام المنتجة لافي السنة نفسها ولافي الشهر نفسه, بل أحياناً كثيرة في الأسبوع نفسه الذي يعرض فيه في بلد المنشأ, وغالباً في هوليود.. فماذا حدث?‏

هل تريدون أن أعد الأفلام التي شاهدتها في تلك الفترة ?‏

كانت دار السينما تعلن عن فيلم جديد ,فتغار دار سينما أخرى وسرعان ما تعلن عن عرض فيلم أكثر حدة, المكسب مع الجمهور..‏

وهكذا شاهدت مع مئات الألوف من سكان دمشق فيلم ( باندورا) وفيلم ( الصديقان) الذي مثله عملاقان من عمالقة التمثيل في هوليود: غاري كوبر وبرت لانكستر الذي شاهدت له فيلماً رائعاً هو( القوة الوحشية) وشاهدت فيلم ( بيكنك) لكيم نوفاك ووليم خولدن, ورائعة أرنست هيمنجواي.. (لمن تقرع الأجراس) بتمثيل متميز للسويدية أنجريد رجمان, وفيلم (السابحات الفاتنات) لاسيتر وليامز وفيلم (صراع تحت الشمس) لجينفر جونز, وأفلاماً كثيرة غيرها, ملأتني وملأت غيري بثقافة سينمائية, حببت إلي السينما كفن متميز طلع به التطور, فما الذي حدث? ولماذا غربت شمس هذا الفن عن بلادنا, عن سورية, وكيف أعرض الفتيان والشبان والرجال والنساء عن ارتياد دور السينما, وكان ارتيادها طقساً اجتماعياً يتكرر مرات في الأسبوع الواحد يقتنص ما نملك من مال ونحن سعداء.‏

لما أمم جلب الأفلام إلى سورية, اتجهت مؤسسة السينما إلى شراء الأفلام فاسترخصت حتى عدل الجمهور عن حضورها , ومات ذاك الطقس الاجتماعي الجميل. هذا سبب, والسبب الآخر هو انتشار التلفزيون كمتعة مجانية, لكن من العجيب أن تمضي السينما في دول العالم الأخرى الباذخة , طقساً اجتماعياً وثقافياً على الرغم من التلفزيون , ألا , بربكم , يستحق هذا الإعراض عن السينما في بلادنا وقفة متأنية, على الرغم من أننا بتنا ننتج الأفلام ونقيم لها المهرجانات!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية