|
قضايا الثورة حيث يتحف اللبنانيين في كل يوم بتخيلات جهنمية لا نجدها في ملحمة ألف ليلة وليلة حتى أن بعض اللبنانيين صنف السيد جنبلاط في قائمة المنجمين وقارئي المستقبل ولا نستبعد في وقت من الأوقات أن تستعين به القوات الأميركية في العراق للاستفادة من موهبته هذه في تفادي العمليات التي تستهدفها (ألم يحذر جنبلاط قبل أيام من اغتيال تويني من وقوع اغتيالات في لبنان!!). بالأمس نطق المنجم بجوهرة جديدة (إرعاب رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس) تصوروا حجم هذا الاستنتاج وفظاعته الذي لم يأتِ عليه ميليس أو يذكره في يوم من الأيام والكل يعرف الأسباب المعلنة لتنحي ميليس وربما نسي المنجم أن يرسل استنتاجه هذا إلى بولتون الذي قطعاً لن يرضى بذلك. مع الأسف لم ينته السيد جنبلاط عند ذلك وإنما أردف بالقول: (إن ما يحصل اليوم من اغتيالات هو مقدمة لشيء أكبر (من المؤكد سيتحفنا به في الأيام المقبلة.. انتظروا!!) وإن الأمن السوري يجتاح لبنان من دون أن يسأل نفسه لماذا الأجهزة الأمنية اللبنانية لم تقبض على أي عنصر من هذا الأمن...? قد يكون جنبلاط يعتبر الغالبية من الشعب اللبناني المؤيدة لسورية عناصر أمن سورية... لا تستغربوا ذلك.. ألم ينعت جريدة لبنانية لم ترضَ أن تكون منبراً لفريق التضليل والتدويل بأنها سورية? المشكلة أن السيد جنبلاط يطرح كل هذه التخيلات وبالمقابل لا يقدم الأدلة ولا الحلول وبكونه جزءاً من الحكومة في لبنان يحرج هذه السلطة التي من حقها أن تحتار وترتبك في فهم وإدراك مصدر تخيلاته وأوهامه عن التدخل السوري والاغتيالات لما سماه الغالبية النيابية!! كثير من اللبنانيين يتهامسون علناً فيما بينهم عن السر في استمرار السيد جنبلاط بالهجوم على سورية وكيل الاتهامات عليها خلافاً لغيره من الذين كانوا يجاهرون بالعداء ضدها ونقول لهم إن الأمر ببساطة هو قطعها الطريق على (تكويعاته) المعروفة واستنتاجاته الحقيقية هنا من تأثير ذلك مستقبلاً. فجنبلاط يقول الشيء ونقيضه في آن معاً وإن دل ذلك على شيء فعلى مدى الارتباك السياسي والوصول إلى طريق مسدود فالشعب اللبناني لم تعد تنطلي عليه حملات التضليل والتزوير ويدرك أن الهروب إلى الأمام بات السمة التي تميز بعض سياسييه الأمر الذي دعا الكثير من قواه الوطنية إلى الدعوة لإعادة النظر بمجمل الخطوات السابقة. |
|