|
معاً على الطريق وكم هم على ضلالة وقصر نظر حين ظنّوا أن جواسيسهم وضمائر عملائهم الملوثة بالعقوق والسقوط في متاهات الغفلة ستفيدهم في ترسيخ سلطات طالما حلموا بها، مهما استبد بهم الطمع بالسلطة والجاه وكنز الدولارات وسكن بعض الدور والقصور وفنادق الخمسة نجوم التي استأنسوا مراقدها ظنا منهم أنها ملاذهم الثابت عبر العصور الآتية، طالما غطسوا مع كل فلتة لسان عبر وسائل الإعلام وطنهم في وحل أفكارهم الشيطانية الملتبسة، التي ستسحق إن عاجلا أو آجلا على أقواس النصر في سورية وفلسطين ولبنان واليمن والعراق. حين كرت سبحة المؤامرة الأميركية الصهيونية باغتيال الرئيس رفيق الحريري في لبنان أولا، في العام 2005، وما نتج عنها من اتهامات عشوائية مطلوبة ، صبها بعض الفرقاء اللبنانيين الذين كانوا يصطفون يوميا أمام أبواب الضباط السوريين الموجوديين في لبنان، توخيا لرضى أو بسمة تطالهم، تجعلهم يظنون أن الدنيا بما فيها ملك أيمانهم على سورية وحزب الله في لبنان، تنفيذاً للأوامر الأميركية الصهيونية القائمة على تغيير خريطة الشرق الأوسط القائم على أسس اتفاقية سايكس بيكو واستبداله شرقاً أوسطاً جديداً عنوانه الفتن المذهبية توصلا إلى إعلان يهودية دولة إسرائيل التي ستكون المبرر لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات مذهبية أو خاضعة كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية التي فصلت لبنان عن سورية والأردن عن فلسطين التي منحت باسم وعد بلفور لقمة سائغة للعدو الصهيوني تحت نظر أغبياء العرب من حكام أرادوا تثبيت ملكهم العقيم الذي ما زال يجر الويلات على هذه الأمة العربية التي تم تحنيط العديد من شعوبها التي باتت تأنس العولمة ومستجداتها من طرب مقرف وموسيقى خليعة وأزياء تظهر مفاتن الجسد بطرق لا تمت إلى حضاراتنا وشرائعنا السماوية بصلة، علما أن خير الأمور أوسطها والابتعاد عن الحشمة في الملبس والتصرف هو من أخلاقياتنا وقيمنا العربية والدينية، حيث الإسلام والمسيحية على حد سواء كرما المرأة بحثها على النضال من أجل طلب العلم والمعرفة والتقارب والتواصل، مثلها كمثل الذكر تماما دون تفرقة.. لا كما يفعل هؤلاء المندسون على الإسلام والشرائع المسيحية، المتوهمون أن الخلافة الإسلامية المصنعة بوسائل أميركية وصهيونية هي التي يجب أن يتبعها العرب كل العرب وإلا فالقتل والذبح لمن خالف هو القصاص المنتظر. نعم كم هم واهمون حين بثوا حركاتهم وأساليبهم التثويرية المنافقة في بلادنا، بلاد الشام بلاد المجد والتاريخ والعلم والمعرفة والحضارة التي منها انطلقت حضارات العالم المسمى حرا عبر هذا الزمن الرديء المغطس بأشباه الحكام وأشباه الرجال. لقد باتت خيانة الأوطان مرسوما ربانيا حسب أعرافهم السوداء المبللة بدماء البشر بمختلف طوائفهم وفئاتهم، لهذا بات الهرب في عرض البحار على أفلاك مطاطية هو وسيلة النجاة الوحيدة من حكم داعش والنصرة وكل العصابات الإرهابية التي تحمل شارة «صناعة أميركية» رغم كل النكران وأسلوب التمييع والمخاتلة والمراوغة والبراغماتية التي تمارسها السلطة الأميركية على الشعوب كافة، حتى على أوروبا ورموز قوتها وأعني فرنسا التي أصبحت أرجوزة متحركة الوصل في يد الدولة العظمى، وكذلك مملكة بريطانيا بمجدها الغابر الذي كانت الشمس لا تغيب عن أراضيها وباتت اليوم حليف مطيع للإدارة الأميركية، وحتى المانيا التي بدأت تستعيد مجدها، ما زالت غارقة بعقدة الذنب من جراء أكذوبة محرقة الهولوكوست التي يدعيها بني صهيون ويعملون على تضخيمها باستمرار ويحملونها كقميص عثمان، بالرغم من كل ما تفعله ألمانيا من تقديمات واعتذارات ودفع أموال، إلى جانب باقي الدول الأوروبية التي أغرقوها في مشاكلها الاقتصادية كأسبانيا واليونان التي تمردت على أميركا في النهاية في قضية معالجة أزمتها المالية، مثبتة أن الضعفاء من شعوب العالم باستطاعتهم الثبات في وجه الأقوياء والانتصار عليهم إذا ما صلحت النوايا الوطنية، كما انتصرت المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني محطمة اسطورة الجيش الذي لا يقهر، وكما انتصرت غزة لاحقا على العدوان الإسرائيلي المدمر، وكما ستنتصر سورية باسقاطها المؤامرة الكونية الكبرى التي حيكت ضدها منذ خمس سنوات ولتاريخه، وحيث توهموا أنهم سيجبرون قائدها الرئيس بشار الأسد على الرحيل بظرف ثلاثة أشهر على الأكثر، وتفكيك جيشها ومؤسساتها الإدارية كما فعلوا سابقا في العراق، ها هو وهمهم يسقط على أبواب فيينا، التي ظنوها ستمسح عرق جباههم من الخجل والإحباط الذي أصابهم من جراء صمود سورية مع حلفائها المخلصين والأوفياء، بحيث بات الميركان بحاجة ماسة إلى القطب العالمي الروسي لغسل الجباه المكسوة بالذل والعار والحلام التي أصبحت حبرا على الورق، الذي استعملوه لكتابة بنود مؤامراتهم الكبرى على سورية ومن خلالها على المنطقة العربية برمتها، فسورية هي حجر الرحى وهي المدماك الأساس لتثبيت عروبة المنطقة، ومقاومة العدو الصهيوني. لهذا هم فعلا واهمون، حين ظنوا أن فيينا بعد جنيف 1و2 وموسكو 1و2 ستصبح فيينا 2و3 طوع بنانهم، حتى يحل الترياق الذي إليه يطمحون، والذي عليه يراهن العملاء والخونة والفريسون، إن فيينا يا سادة العالم الحر ما هي سوى ظاهرة وهم، أرادتها السلطة الأميركية حلا للخروج بماء الوجه مع حلفائها الذين ورطوها وأغرقوها في سورية كما قبلها في العراق وحاليا في اليمن عبر حليفتها السعودية، كما تورطت تركيا والأردن وقطر وجامعة الدول العربية وحتى منظمة الأمم المتحدة قسرا ضد سورية، التي وضعوها على لوائح الانهيارات بخطط أميركية صهيونية هم وقودها، مسخرين كل وسائل الإعلام والثروات النفطية والغازية من أجل تنفيذ مؤامرتهم اللعينة التي صيغت بليل أعرج، حين كانت القطبية الأميركية أحادية المسار، تأمر وتنهي دون حسيب أو رقيب، إلى أن طلع من القمم مارد روسي وآخر إيراني وثالث صيني يقول: انتهت القطبية الاحادية، والوهم الأميركي الصهيوني بالسيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتها العالم، وخصوصاً في الوطن العربي الكبير الذين توهموا ان عروبته أصبحت منسوخة في علب DVD الأميركية الصنع، وان محوها من العقول والضمائر الحية بالسهولة المرجوة هو الواقع الذي عليهم العمل من أجل فرضه.. وها هو وهمهم الكبير يسقط على أبواب دمشق التاريخ والحضارة وشامة الدنيا بلا منازع. |
|