تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محور المقاومة ووقفة العزّ

حدث وتعليق
الأحد 8-11-2015
عائدة عم علي

على الرغم من الحرب الظالمة الدائرة على سورية وما رافقها من دمار وقتل وسفك للدماء، وبعد محاولات دول التآمر الحثيثة لتصل امتداد نيرانها إلى كل الجغرافيا السورية. إلا أن فعلها لم يتعد حدود الحرارة في الحلقة الذهبية التي يعاد صهرها لتغيير صورتها وزيادة لمعانها،

من خلال تمكين قادتها من إعادة تشكيلها من جديد، الأمر الذي ترك لمحور الشر ارتداد لظاها لتجعله رماداً متناثراً يتلظى.‏

الحرب على سورية أعادت تشكيل مروحة التحالفات السياسية إلى مسارها الطبيعي بترسيخ محور المقاومة، ما يعني أن تطورات المشهد الدولي خلال الأشهر الستة الماضية زاد من تكاتف هذا المحور الذي بني على صخرة الصمود السوري في الحرب الدائرة.‏

وفيما نجحت إيران في قطف ثمار صمودها بعد التوقيع على الاتفاق النووي إلا أنها لم تتخلى قيد أنملة عن أي من مكامن قوتها العسكرية، بل على العكس فقد أصبحت لاعباً إقليمياً ودولياً بفضل دبلوماسيتها الناجحة لما لها من دور فاعل في تجاوز مطبات زرعها الغرب في طريق المفاوضات وهو ما جعل الأمور تسير وفق ما تشتهيه دبلوماسية طهران.‏

أما الأهم فهو الدعم الروسي والمتمثل بالدخول العسكري على خط المواجهة ليشكل نقطة تحول في مسار الحدث السوري، من خلال بث رسائل السياسة التي تجاوزت حدود الحرب على الإرهاب، لتبدأ كرة الثلج تتدحرج بدءاً من فيينا لتصل إلى عواصم القرار، ولتنجح موسكو بجذب أطراف لطالما ناصبتها العداء ووصفت دورها بالهدام.‏

الكرملين نجح في فك شيفرات ما يسمى «المعارضة السورية» وفتح الطريق أمام الراغبين بالتخلص من «القاعدة» وما شابه للسير في أفق الحل السياسي والتعاون بالحرب على الإرهاب لتتحول هذه القوى إلى لقاء قيادات روسية في عواصم عدة ولترمي بعدها البوصلة الأميركية في أحضان «داعش» وغيرها، وهو ما شكل قيمة مضافة للموقف السوري.‏

سورية كسبت الكثير مما هو رصيد لقادمات الأيام وأثبتت أن الحياة وقفة عزّ تكتب المستقبل، فيما لسان الحال يقول إن محور المقاومة في أبهى صوره اليوم من بوابة الصمود السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية