|
مجتمع-فواصل والتوغل في الإجرام الذي يمارسه أصحاب المواخير الخليجية ،إلى الهجرة التي ظاهرها رحمة وانسانية،وحقيقتها العذاب ، وشتات الأسرة ، وتهديم بنية المجتمع ، فها نحن نفقد شبابنا ،أكثرهم يستشهدون وهم يدافعون عن أرض الوطن ضد ارهاب لم يشهد التاريخ مثيلا له ،يحاربون عن العالم كي لاينهار العالم ، وتصبح قطعان الموت التكفيري في كل بلدان العالم . وآخرون يغادرون في محاولة لبناء حياة جديدة بعيدا عن الموت ،فتأخذهم الدول التي تدعي تأففها منهم ،بعد أن علمتهم سورية وأهلتهم للحياة وليس للموت بيد الكفرة وتجار الأزمات. فما يعانيه السوري في تأمين المأكل والملبس ،وذل الطوابير على محطات الوقود لتأمين التدفئة للأسرة التي أصابتها حمى الأسعار بالتجمد في عز الصيف . في هذه الأجواء القاتلة ،ها هم أحبتنا يلملمون بقايا أرواحهم المتعبة ،ويعرضون أغراضهم للبيع بأبخس الأسعار هربا من الفاسدين وبعض المتلاعبين بالأسعار،الذين تاجروا حتى بقوت أطفالنا وحليبهم ،ودفتر مدرستهم وأقلامهم. محتكرو الحياة حتى صار الشريف معوزا،وكثير من الفاسدين وتجار الحرب والأزمات أصابتهم التخمة ولم يشبعوا. فإلى المصير المجهول كان القرار، لا يهم بحرا بلا سفينة أو برا بلا أقدام تمشي ،المهم مكان يحاول فيه الهارب أن يستعيد حياته التي أنهكها الموت والخوف وقلة الأمان. أحباؤنا الذين تغادرون وتأخذون معكم جزءا من أرواحنا وذكرياتنا الجميلة ،والذين ستصلون عواصم تخطيء في تهجئة ولفظ أسمائكم ،سلام لكم من سورية بلد السلام حيث قد لا تجدون يدا ترد عليكم السلام . في غيابكم ماذا يبقى للقلب؟في غيابكم ستكون لوحة الحياة ناقصة ..فسلام لكم في حضوركم وفي غيابكم ..!!! |
|