تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حصار الجزيرة (الديمقراطي)..?!

ستالايت
الأحد 12/8/2007
ماهر منصور

في ظل قناعة مفادها بأنها (اللسان الناطق باسم تنظيم القاعدة) تواجه قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم,

وفق ما ذكرت صحيفة الفايننشال تايمز, (أجواء مشحونة بالشكوك و العداء تقوده شركات كابلات تزويد الخدمة التلفزيونية الأمريكية وقد أحجم معظمها عن تقديم خدماتها للقناة, الأمر الذي دفع القناة للجوء إلى الانترنت في مسعى للوصول إلى المشاهدين الأمريكيين, وقد نجحت في استقطاب نحو مليوني زائر إلى موقعها منذ نيسان الماضي).‏‏

‏‏

بذلك تكون (الجزيرة) قد نجحت على نحو مؤقت في كسر الحصار الذي تفرضه عليها إدارة بوش, لكنها تبقى في دائرة الاستهداف الأمريكي, وإثمها الوحيد أنها استطاعت أن تخلق حالة من المواجهة المتوازنة مع الآلة الإعلامية الغربية, بل وخرق هذا التوازن في بعض الأحيان لصالحها, كما حدث أثناء تغطيتها للحرب الأمريكية على أفغانستان و العراق, حين كسرت احتكار المعلومة من قبل الإعلام الغربي وتجاوزته نحو تقديمها له, ويكفي أن نقول إن العالم بأسره كان يتابع أخبار الحربين من شاشة الجزيرة, بما فيه من سقوط مريع لوهم (النيران الصديقة), لنعرف أي حرب تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الجزيرة.‏‏

العداء الأمريكي لقناة ( الجزيرة) بدا نموذج درسٍ في (الديمقراطية) كما يفهمها بوش, والتي بدأها في أفغانستان والعراق و يكملهااليوم في فلسطين ولبنان, ولا ندري متى ننتهي من مقررها..?!‏‏

ولأن لبوش تلاميذ, صماً بكماً, مخلصين في المنطقة العربية, يضاف إليهم تلاميذ عميان في بلاد الغرب لا يرون منطقتنا إلا من عيون بوش وإعلامه. نجد في العداء الأمريكي اليوم للجزيرة ما يدعونا للالتفاف حولها, لا من باب أن عبارة (المدعوم أمريكيا ذات صدى مدمر في الشرق الأوسط والعكس صحيح) , كما يكتب روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت, ولا استجابة لدعوة (أنا وابن عمي على الغريب), وإنما هي دعوة لمواجهة الحصار الأمريكي حفاظاً على حالة التعادلية التي أوجدتها الجزيرة مع آلة الإعلام الغربية, ووفرت بموجبها فرصة تقديم صورة حقيقية عن العالم العربي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية