|
فضائيات نذهل من حسن إحداهن, ونصلّي على النبي عندما تطل الثانية, ثم نحلم بامرأة تشابه الثالثة, ونتساءل عن عبقرية خالق عيني الرابعة وأشياء من هذا القبيل, إلى أن نصل إلى حد الاستغراب عن كيفية دخول الخامسة إلى التلفزيون.
وبفعل هذه الإطابة نكون قد حفظنا أشكال وهياكل مذيعاتنا عن ظهر قلب دون أن يكون لنا يد في ذلك. لكن الأمر الذي لا يطيب لي ولا لصديقي أن نسمع من إحداهن, وهو أمر لا حيلة لنا به, ما تسوقه من معلومات وأخبار, حيث يبدأ مسلسل اللغة الحزينة من عصلجة عند تشكيل كلمة, وتبلبل عند قراءة كلمة أجنبية, ونحنحة عند علامات الترقيم, وتطاير للعيون عند فقدان التركيز. كل هذا يمكن التهاون فيه والتغاضي عنه بل وحتى إيجاد المبررات له أمام عقدة الأحرف اللثوية. لا أحب أن أظلم مذيعاتنا بعد ظلم القدر لهن, فهن لم يترعرعن بين العربان في الصحارى ليتقن الأحرف اللثوية, وأهلوهن (الله يسامحهم) لم يرسلوهن إلى البادية لتصقل البداوة ألسنتهن, ومن المؤكد أنهن لم يرضعن حليب النوق لينطقن مخارج الحروف بشكل صحيح. وبهذا فنحن نسلّم بحكمة الرب التي قضت بأن تكون نسبة لا بأس بها من مذيعاتنا اللواتي تعبن ومللن من (كتر الحكي) فالبرامج التي سُلّمت لهن لا قيمة لها (لعي بلعي), فلمَ حملُ السلّم بالعرض?! ونسبة أخرى عندهن وَهَنٌ في عضلات الفك فلا يستطعن عليه انقباضاً, في حين أن مذيعاتنا الأخريات (وهن قليلات بطبيعة الحال) لا يحببن طول اللسان, فلا يلتطم طرفه بقواطع الأسنان لتخرج الثاء, لكن أن تقضم الباقيات قطعة من ألسنتهن عند لفظ كل حرف لثوي. فهذا والله ما لا يعقل! |
|