تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخطاب الدستوري والإدارة المحلية (تداعيات)

انتخابات
الأحد 12/8/2007
شدني الاهتمام الكبير الذي اولاه السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم بتاريخ 17/7/2007 ومن اقواله ( التطوير الاداري هو الخطوة الاولى باتجاه اي تطوير اقتصادي في البلاد..)

و( التطوير الاداري .. او الادارة هي علم قائم بحد ذاته وهذا العلم لدينا ضعف كبير فيه وربما لا يكون بالمستوى المطلوب لتطوير دولة كاملة) وكذلك اهتمامه بالادارة المحلية وبمشاركة المواطنين بتحمل المسؤولية..(نعمل على تطوير قانون الادارة المحلية باتجاه مزيد من اللامركزية بما يضمن مشاركة المجتمعات المحلية فيما يخصها ويضمن الفاعلية والكفاءة في وضع الخطط وتنفيذها..)..و( الدولة لا تكون قوية الا بقوة مواطنيها النابعة من شعورهم والمرتكزة الى مشاركتهم جميعا وتحملهم المسؤولية حسب مواقعهم).‏

ولما كانت كلمة (الادارة) مشتركة في مصطلحي تطوير الادارة,والادارة المحلية فقد رأيت ان اوضح بعضا من جوانب هذه الرابطة بينهما.‏

يتلخص مفهوم دور الادارة باستثمار الامكانات المتاحة لنا لتحقيق اهدافنا على افضل وجه ومنه يمكن القول: ان دور الادارة المحلية هو استثمار الامكانات او الموارد المتاحة لاجهزة السلطة المحلية لتحقيق اهدافها على افضل وجه.‏

ويتطلب هذا الدور التأهيل الاداري لاعضاء المجالس المحلية والعاملين في مكاتبها واجهزتها ليستطيعوا ممارسة وظائف الادارة العامة والتعاون والتنسيق مع السلطات المركزية بكفاءة فقد وجه السيد الرئيس(ومن المهم اعتماد التخطيط الاقليمي في سياستنا التنموية.. لتوجيه مشاريعنا المستقبلية بالاتجاه المناسب.. من خلال وضع خارطة اقتصادية واجتماعية وتعليمية واستثمارية واضحة.. في ضوء الاحتياجات من جهة والمهام الوظيفية لمناطق القطر المختلفة من جهة اخرى.. وفي اطار تحقيق تنمية متوازنة وعادلة تتكامل مع الاتجاه نحو اللامركزية الادارية في خططنا الراهنة بما يضمن في النهاية الكفاءة التنموية الشاملة على صعيد كل منطقة ومحافظة وشكل متكامل ومتناسق مع باقي مناطق ومحافظات القطر..) فهل يمكن تحقيق هذه الواجبات او المشاركة فيها من دون كفاءة ادارية عالية لدى الجهات المحلية?‏

كما ان تطوير الادوات الادارية الهائل التي تعتبر احد المرتكزات الاساسية تقتضي اتباع اسلوب اللامركزية الادارية لانها جعلت العلاقات والاتصالات وتبادل المعلومات بين الجهات والمؤسسات والافراد فورية وافقية وسطحية لا تسمح بالمركزية اي لا تسمح بالرجوع الى المستويات الاعلى لمشورتها واخذ توجيهاتها واستصدار قراراتها وهذا بدوره يزيد من اهمية تأهيل العاملين في السلطة المحلية او المنتخبين وبخاصة لمحو الامية المعلوماتية بينهم الى حد كبير.‏

وبهذا التأهيل الاداري الواسع للسلطة المحلية تساهم هذه السلطة فعلا (بالتطوير الاداري,الخطوة الاولى باتجاه اي تطوير اقتصادي في البلاد)..‏

قال السيد الرئيس( الحديث عن التطوير الاداري يقودنا الى الحديث عن الفساد..) ارى ونحن على ابواب الانتخابات ان مكافحة الفساد في مجال السلطة المحلية تكون بداية ان يختار المواطنون الناخبون من بين المرشحين الاشخاص الذين تتوفر فيهم صفتان: الاستقامة والنزاهة,والكفاءة..وبذلك يساهمون بالقضاء على الفساد في ممارسة مهامهم وواجباتهم وفي تصرفاتهم وتعاملهم مع المواطنين ويدعمون بالتالي مسيرة التطوير لاسيما اذا اهلوا ودربوا اداريا بعد انتخابهم..‏

هذا وانطلاقا من توجيه السيد الرئيس ( الدولة لا تكون قوية الا بقوة مواطنيها النابعة من شعورهم بمواطنتهم والمرتكزة الى مشاركتهم جميعا وتحملهم المسؤولية حسب مواقعهم) فاني اتمنى على المواطنين الناخبين جميعا ان يمارسوا حقهم بالمشاركة في الانتخابات..كما اتمنى على المرشحين ان يتحملوا مسؤولية المهام الموكلة اليهم بوعي وكفاءة.‏

عنان شيخ الأرض- مدير المجالس المحلية في محافظة دمشق‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية