|
رؤية يعيدون الحياة لأرواحهم التي ملت الحزن والكآبة، ويعبون جرعات من هواء دمشق العليل البريء من رائحة الإرهاب والإجرام والدم المسفوك على غير وجه حق. وفي جولاتنا اليومية في أنحائه لملء استبيان الزوار واستطلاع آرائهم، تطالعنا عيون تشع أملا وسعادة وشعورا بالأمان، فالعائلات وجدت فرصتها في لم شملها والاستمتاع بأجواء المعرض الغنية بكل فنون المتعة والتسلية والفائدة، فأين توجهت فثمة نشاط غنائي أو سينمائي أو مسرحي، ناهيك عن لوحات الرقص الشعبي، وأصوات الغناء التي تصدح في المكان، مايدفع للبهجة والسعادة. ولم تأل جهدا المؤسسات المحلية والوزارات في تقديم منتجها للزائر ليس على مستوى المنتج المادي والخدمي فحسب، بل أولت التراث المادي واللامادي اهتماما خاصا، وجمعت تراث المحافظات كافة في أنشطة لافتة في غير مكان من المعرض، في محاولة لتكريس الهوية السورية والتمسك بإرثنا الحضاري العريق الباقي في سفر الخلود رغم أنف الحاقدين. ورغم الجهود الكبيرة التي حطت رحالها في أرجاء المعرض بغية تحقيق الغاية المرجوة منه وبلوغ الهدف، نجد جهودا كبيرة أخرى تتابع مسيرة الحياة خارج أسواره لتحصد نجاحات وجوائز في المحافل العربية والدولية وليس آخرها ذهبية مهرجان «سفن هيلز» الدولي للسينما في هنغاريا لفيلم «حرائق» للمخرج محمد عبد العزيز. وتتحضر حلب لمهرجان قلعتها، وحمص تحتفي بعروضها المسرحية، وعلى خشبات المسارح فرق موسيقية، وفي كل منبر ثقافي يقف من يقول سورية تنتصر للحق والحقيقة، سورية باقية شامخة كقاسيونها الأزلي. عندما تجتمع الجهود المخلصة والعزيمة الصادقة لإعادة الحياة إلى ربوع البلاد والنهوض من جديد، لابد أن نحقق المعجزات، فشعب استطاع أن يكون صامدا متحديا على مدى سبع سنوات عجاف، قادر وبكل الثقة أن يعيد بناء كل شيء، وهذه القفزة النوعية في تحقيق النجاحات المستمرة في غير مكان وغير محفل دولي خير شاهد على عظمة إنساننا السوري وتفوقه - وبلاشك - انتماؤه لأرض الحضارات والأمجاد. |
|