|
شؤون سياسية جاء ذلك في اعقاب الزيارة التي قام بها من الجامعة العتيدة الى واشنطن واللقاء بالرئيس الامريكي باراك اوباما وبعد ان قدم الوفد تصوراته الجديدة بشأن المبادرة ( العربية ) للسلام ومن هذه التصورات تأكيد امكانية تقديمه تنازلات عن الارض المحتلة في عام 1967 - أي عدم التمترس وراء مقولة الانسحاب من الاراضي التي احتلت في ذلك التاريخ . كما نوه الوفد ( الجامعي ) انه يؤيد تبادل الارض بين الفلسطينيين والصهاينة المحتلين - مع ان الناطق باسم حكومة رام الله اكد ان هذه المسألة ليست جديدة. الجديد هو ما ورد في الصحيفة الصهيونية عن ان الادارة الامريكية تريد ان تتقدم بمبادرة لحل النزاع العربي الصهيوني تقضي باعتراف جماعي عربي بيهودية الكيان الصهيوني من قبل الجامعة العتيدة التي جمدت عضوية سورية فيها والتي تبذل قصارى الجهود للاسهام العملي في تدمير سورية وازهاق ارواح المواطنين السوريين متنكرة لمبادئها التي قامت عليها وبالاخص المادة الثامنة من الميثاق. ياتي الطرح الجديد بعد ان لمست الادارة الامريكية لمس اليد الاستعداد (الجماعي للجامعة) للتنازل عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بعد ان مزقت الجامعة ميثاقها ومزقت معه معاهدة الدفاع العربي المشترك والوحدة الاقتصادية العربية . والسؤال الجوهري هو هل تملك الجامعة العتيدة حق التفريط بالارض الفلسطينية ومن خولها ان تكون بديلا عن شعب فلسطين فتفكر نيابة عنه وتتصرف كأنها وصي عليه؟ المؤكد ايضا ان الادارة الامريكية حصلت على تعهد من جامعة (حمد) القطري بقبول ما يسمى (المبادرة الامريكية) الجديدة . أي ان هذه الادارة لم تسرب الخبر الا بعد التأكد من ان (المبادرة) تلاقي القبول والترحاب من لدن الخدم الصغار للبيت الابيض الامريكي والمحاربين في الصف الصهيوني. والا كيف تسرب ادارة اوباما الخبر لولا انها قد فعلت وتأكدت من القبول ؟ لكن من يحق له في هذه الدنيا ان يتولى شؤون الشعب الفلسطيني ويتحدث باسمه سوى الشعب الفلسطيني ذاته ؟ ان ارض فلسطين غير قابلة للتبادل كما انها قابلة للقسمة على اثنين فهي اما لنا نحن العرب والفلسطينيين واما للغزاة الغرباء العنصريين القادمين من شتى ارجاء الارض .عليه فان الجامعة العتيدة لا تستطيع ولا تملك حق التصرف بالارض الفلسطينية ولا تملك حق التنازل عن شبر واحد من الارض الفلسطينية . ان من يملك الحق هو الشعب العربي الفلسطيني : من هو على قيد الحياة ومن غادر الدنيا ومن هو قادم الى الحياة الدنيا من الاجيال الفلسطينية القادمة . ولكي يملك كائنا من كان الحق في التصرف نيابة عن شعب فلسطين فان عليه الحصول على توكيل رسمي ممهور بتواقيع الملايين الفلسطينيين اصحاب الارض المغتصبة . هل تملك الجامعة العتيدة مثل هذا التوكيل ؟ بل هل تملك السلطة الفلسطينية مثل هذا التوكيل ؟ ان هناك اكثر من احد عشر مليوناً فلسطينياً في الداخل والشتات وهم اصحاب الارض فقط - وبالطبع هم الوارثون والمورثون لها . ومادامت الارض الفلسطينية محتلة فان احدا لايملك حق التفريط او التنازل عن أي شبر منها. حتى الملكية الفردية او الشخصية لللارض هنا لا تتيح للمالك حرية التصرف واهداء أي شبر منها للعدو الغاصب . وليعلم الجميع ان فلسطين ملكية جماعية للشعب الفلسطيني وهو وحده الذي بذل ويبذل الدماء والارواح من اجل ان يعود اليها. وبالطبع فان للعرب وللمسلمين جميعا حقوقا في ارض فلسطين فالقدس للفلسطينيين وللعرب والمسلمين في اصقاع الدنيا كما ان فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية . لايتوهمن احد من الاقزام ان ماله وبتروله وتأييد الادارة الامريكيه له على ما يقدمه من خدمات لها ولحليفها الاستراتيجي الصهيوني يمنحه امكانية التصرف بأرض وحقوق شعب فلسطين. |
|