|
البقعة الساخنة هل كان هذا التحول كما يبدو سريعاومفاجئاً..؟! ربما للوهلة الأولى يبدو كذلك لمن يعيش أوهام سقوط سورية وتدمير مقدراتها لأنه يعرف كم من الأموال والسلاح والإرهابيين قد زج بهم في هذه المؤامرة. يبدو ذلك غريباً لمن عاش وهم سقوط سورية إعلامياً عبر محطات سفك الدم السوري وماقدمته من سيناريوهات،وما ضخته من أخبار وأحداث لفقتها وقدمتها على أنها حقائق، لابل إنها كانت في الكثير من الأحيان غرفة عمليات وتوجيه لهؤلاء المجرمين. نعم الأمر مفاجىء لمن عقدوا العزم على بذل كل مقدراتهم من أجل تدمير سورية، وهم لم يكونوا يوماً ما ذوي عزم إلا في التآمر على سورية. فمن الذي رأى نشاط( الحمدين) و(تابعهم اللانبيل) وحجهم إلى البيت الأبيض، والأمم المتحدة واستجداء التدخل الخارجي، وبذل المال وتقديم السلاح، والانتقال من مؤامرة إلى أخرى، أما ذاك الديك الصائح على كومته في استنبول لم يترك لوناً من ألوان الزعيق النشاز إلا ومارسه، وزج بطاقات تركيا في قضية خاسرة.. نعم هذا التحول مفاجىء لهؤلاء، لكنه ليس مفاجئاً لنا أبداً، بل كنا نعرف أنه آتٍ وسيحدث، لأننا نحن الذين ندرك ماالذي يجري على أرض الواقع، نعرف بُعد المؤامرة، ونعرف كيف نفكك حلقاتها واحدة تلو الأخرى، نعرف مقدرات شعبنا وجيشنا وحكمة قيادتنا، ونعرف أن المعركة طويلة وهي ليست وليدة الأمس، بل بدأت منذ كنا وستبقى، وماجرى ليس إلا إحدى صفحاتها، وربما هي الصفحة الأكثر سوداوية لأن العدو أصبح في الداخل.. وعلى مقربة من هذا التوافق، وفي الطريق إلى المؤتمر المزمع عقده حول الأزمة في سورية هل يعد الأعراب أنفسهم لحفظ ماء وجوههم وهم الذين أوغلوا بعيداً في سفك دمائنا، وهدر مقدرات الأمة، هل كان تقديمهم للتنازلات عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني ثمناً للقادم من أجل حمايتهم من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بعد إخفاقهم في كسر سورية.. ماالذي سيقوله الأعراب وما الذي سيفعلونه حتى ذاك الوقت هل يقدمون المزيد من الدعم المالي والإعلامي لمرتزقتهم في محاولة يائسة لتحقيق شيء من أوهامهم..؟ أم أن التابع يبقى تابعاً، لايتحرك إلا بالأوامر، وقد حان لأسيادهم أن يزجروهم، ولكن المشهد العام يبدو غير ذلك فكلام الليل عند كيري يمحوه النهار، ومابين النهار والليل تسرح الفئران قليلاً بغياب القطط، وربما هي الجولة الأخيرة في مؤامرة كادت تطوي إحدى أسوأ صفحاتها وتستعد لإطلاق أحابيل جديدة وبأساليب جديدة، ولكن مادور الأعراب فيها، وماذا سيعملون..؟! |
|