تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هلوسات كيماوية

عن لوغراندسوار
ترجمـــــــــــة
الأحد 12-5-2013
 ترجمة: سراب الأسمر

نحن نرفض قبل كل شيء القبول بالحجج التي تشير بأصابع الاتهام الى أن نظام بشار الأسد قد بدأ باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه وتعدى بذلك «الخط الأحمر» ما سيسمح بالتدخل العسكري الأجنبي في سورية.

من المستبعد جداً استخدام القوات السورية لغاز السارين السام للأعصاب، وبديهي أن نرى مقاتلي المعارضة يفبركون مثل هذه القصص، كما حدث في العراق إذ تمّ اتهامها زوراً بحيازتها على «أسلحة دمار شامل» لتبرير التدخل العسكري الأميركي على أراضيها، لماذا لا نصدّق استخدام المتمردين السوريين نفس هذه اللعبة؟‏

عدا عن ذلك، ليس من مسوغ يدعو النظام السوري لاستخدام الغاز السام، لأن هذا الأمر لا يقدم أية فائدة عسكرية للقوات الحكومية وبحالة كهذه ستكون التكلفة السياسية باهظة، لكن حتى ولو كانت مثل هذه الاتهامات صحيحة فذلك لا يشكّل فرقاً.‏

إذ لا يمكن لأية حكومة غربية أو عربية أن تنزل جندياً واحداً من جنودها على الأراضي السورية، ففكرة التدخل مع وجود حرب مدنية فكرة سيئة، لأن الجيش السوري سيلحق الغازي بخسائر فادحة. حتى فرض منطقة حظر جوي سيعني سقوط ومقتل الطيارين الغربيين لأن طائرات الدفاع السورية حديثة وذات مستوى جيد، ولذلك لن يكون هناك أي تدخل أجنبي. لكن متى ستنتهي الحرب في سورية؟‏

من وقت لآخر يهاجم المتمردون قاعدة طيران أو معبراً حدودياً هنا أو هناك لكن هذا ليس دليلاً على تقدمهم إذ إنهم في أغلب الأحيان يفقدون مواقفهم لصالح النظام خلال أسابيع.‏

فخلال الأشهر الستة الماضية لم تتغير خطوط المواجهة في حلب والنظام السوري مستمر باستعادة السيطرة على مواقع جديدة في ضواحي دمشق التي كانت تحت سيطرة المتمردين في العام الماضي.‏

رغم عدم امتلاك الجيش السوري ما يكفي من العناصر لتغطية مساحات كافية من البلاد بشكل دائم إلا أنه لم يدع المتمردين من الاقتراب من الطريق السريع الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب والذي يربط بين دمشق, حمص, حماه وحلب. كما فتحت الفرق العسكرية -مؤخراً- الطريق الذي يربط دمشق بطرطوس واللاذقية وذلك بعد عدة أشهر من إغلاقه. هذا وما تزال المملكة العربية السعودية وقطر مستمرتين بتمويل المتمردين لكن ليس بما يكفي, ربما بسبب نوعية الأشخاص الذين تعتمد عليهم في تنفيذ خطتهما الشيطانية، إذ تسعيان ليحل محل النظام العلماني نظام أصولي يخدم معهما ساداتهما. و يدرك الكثيرون الوجه الحقيقي لهذه الحرب، لكن اليوم أدركوا خطورة ما يشكله الأصوليون على الدول الآمنة.‏

كل المسلمين المعتدلين في سورية مقتنعون تماماً أنه من واجبهم الحيلولة دون سقوط الرئيس بشار الأسد. قبل عام من الآن الأوراق انكشفت وتجلَت الحقائق الخفية لهذه الحرب القذرة التي فرضت على سورية، والأمر الذي تجدر الإشارة إليه أن عناصر الجيش النظامي السوري جميعها تدافع بشرف وفعالية لصون شرف وطنها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية