تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين توقعاتنا و قدراتهم

عين المجتمع
الأحد 12-5-2013
 منال السمّاك

عبء ُيضاف فوق أعبائهم .. ساعات و ساعات بين كتب مكدسة و بين مطالبات الأهل بالتفوق و السعي الحثيث لتحقيق أحلامهم بنجاح يرفع الرأس و يبيض الوجه و يكون مدعاة للتباهي بالتميز مستقبلاً ،

فابن فلان و علان ليس أفضل و لا أذكى ، و التفوق بمفهوم البعض ينبغي أن يزداد طرداً مع تضحياتهم و تفانيهم بتلبية المتطلبات المادية و المعنوية للأبناء و توفير الأجواء المناسبة للدراسة ، و لكن هل تكفي الماديات أو عقد المقارنات و التوقعات المرتفعة ليتماثل أبناؤنا بالتفوق مع أقرانهم ؟ ..‏

هي دعوة دائمة من الأهل للانصراف إلى الدراسة ، و لغة الأمر ادرس .. ادرس ، لازمة في الكلام الموجه للأبناء قبل فترة الامتحانات و أثناءها ، كما لا ينفك الآباء و الأمهات عن التهديد و الوعيد بالعقاب و الحرمان المادي و العاطفي ، و لا ينسون تذكير صغارهم بالمصير الأسود و القاتم و تنكر المجتمع لهم و إسقاطهم من مكانة اجتماعية مرموقة في حال الفشل بالتحصيل الدراسي .. هي معركة نفسية ضاغطة و مستمرة طالما الامتحانات تطرق أبوابنا مع نهاية كل فصل دراسي .. و رغم تلك الزيارات المتكررة تبقى الامتحانات كضيف ثقيل يأتي دون موعد مسبق و يطيل البقاء .‏

أحلام و أمنيات تسكن وجدان الآباء و الأمهات بعلامات مرتفعة تزين الجلاء المدرسي بحيث لا تشوبه خطوط حمراء تكون وصمة في تحصيل أي مادة ، تأهباً لمرحلة دراسية أعلى لصناعة أطباء و مهندسين أو صيادلة ، أو أي مهنة تحتل مكاناً لائقاً بين المهن النبيلة ، ليكون الأبناء امتداداً للآباء في المهنة نفسها أو تعويضاً عن فرص مضاعة عجزوا عن استثمارها عندما كانوا في مثل عمرهم ، أو ربما لم تتوفر لهم الظروف الملائمة لتحقيقها ، متناسين الفروق الفردية بالقدرات العقلية و تباين الميول و الرغبات و الطموحات ، كما أن النجاح مرتبط بمفهوم الحصاد ، فلكي نحصد علينا أن نزرع و نحسن الرعاية و التحفيز و التشجيع للتفوق بطريقة منطقية لا غلو فيها ، بحيث يكون تحقيقها ممكناً لا أن تكون أحلامنا و توقعاتنا قصوراً في الهواء تنهار عند هبوب الرياح .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية