تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وراثة ثقافية

شباب
الأحد 12-5-2013
 لينا ديوب

لو انتبهنا الى أبنائنا المراهقين فتيات وفتيان لوجدناهم رغم عالمهم الخاص، الا أنهم يتأثرون بالظروف الصعبة التي نمر بها، ويتابعون تطورات الأحداث، خاصة أن دراستهم وذهابهم الى المدرسة هذه الأيام الى الامتحانات تحت خطر قذائف الهاون،

مما يجعل الحديث عن مرحلة المراهقة يتغير، وأنها مرحلة تتأثر ببيئة المراهق وطريقة تعامل الأهل معه. حيث ظل الحديث عن تلك المرحلة ولفترات طويلة يدور في فلك أنها مرحلة مشكلات نفسية وصراعات ترجع إلى التغيرات البيولوجية العنيفة التي يمر بها المراهق، دون الاهتمام لثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه المراهق، الى أن ظهرت أبحاث حديثة أثبتت أن المراهقة ليست مرحلة تأزم بل مرحلة هينة سهلة تخلو من الصراعات والأمراض النفسية والتمرد في كثير من الشعوب البدائية. وأرجعوا سبب ذلك إلى أنّ المجتمعات البدائية كانت تتسامح إزاء المراهق منذ بدء مراهقته وتتيح له فرصة الاضطلاع باعباء الكبار وأدوارهم الاقتصادية والاجتماعية والجنسية والدينية. فكأنّ المراهقة المتأزمة متأتية من طريقة معاملتنا ونظرتنا لها، فالتقييد الاجتماعي والجنسي والاقتصادي للمراهق ومصادرة رغبته في الاستقلال وعدم منحه الاعتماد اللازم هي ما يدفع بالمراهق والمراهقة للتمرد أو الانطواء، الا أننا عندما نقف الى جانبهم ونترك لهم حرية الاطلاع والمشاركة، فانهم بالمقابل يتأثرون بهذه الطريقة بالمعاملة فينشؤون نشأة طبيعية يتأثرون بكل جديد ويتحمسون لاقتنائه وخاصة في مجال الالكترونيات والاتصال السريع عبر النت الا أنهم يبقون قريبين من أهلهم ومجتمعهم، ويبقون على تواصل طبيعي معهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية