تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأفيون الأفغاني..يتراجع ولا يتلاشى

اقتصاد عربي دولي
الأحد 12-5-2013
إعداد- سحر عويضة

كشف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة «يو إن أو دي سي» إن اعتماد أفغانستان على الأفيون تراجع العام الماضي لكنه لا يزال يبلغ 10% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتقدر قيمة صادرات منتجات الأفيون من البلاد بنحو1,9 مليار دولار مع عدم الأخذ في الحسبان قيمة المواد الكيماوية الداخلة في صناعة المخدرات.وكانت صادرات الأفيون شكلت في عام 2011 تقريبا 15% من الناتج المحلي الإجمالي،لكنها تراجعت إلى 10% العام الماضي بعدما تعرض الإنتاج لطقس سيئ وإصابة النبات بالمرض،حسبما ذكر مكتب الأمم المتحدة.‏

الدولة الاولى‏

وتعد أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم مع قدوم نحو 90% من مواد الأفيون في العالم من تلك الدولة، التي تمزقها الحرب على الرغم من عشر سنوات من برامج الإبادة والتمويلات الدولية لجذب المزارعين لزراعة محاصيل نقدية أخرى. ويأتي التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة قبل عام من الانسحاب المزمع من جانب قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» من أفغانستان.وقال يوري فيدوتوف المدير التنفيذي للمكتب: إن «مشكلة مواد الأفيون الأفغانية لن يتم حلها في المدى القصير،لكننا يجب فعلا أن نسرع من العملية».‏

وأشار التقرير إلى وجود رابط بين زراعة الأفيون وانعدام التنمية. وتقع القرى التي يزرع فيها الأفيون عند مسافة بعيدة عن بلدات الأسواق وبها مدارس أقل عن القرى التي تزرع محاصيل أخرى.‏

الغرق في الفقر‏

ومن المعروف ان افغانستان دولة غارقة بالفقر، وهي تتلقى باستمرار مساعدات دولية تصل إلى مليارات الدولارات، غير أن اقتصادها لا يزال يقوم بشكل أساسي على إنتاج المخدرات الذي يتباين الخبراء في اعتباره آفة أو شراً لا بد منه.‏

ويقول الخبراء ان اعتماد الاقتصاد على المخدرات يأتي نتيجة لضعف الاقتصاد الشرعي، ما يحد من الوسائل المتاحة للمواطنين لتجنب البؤس. ومن اللافت في هذا الصدد أن 42 في المئة من الأفغان يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم.‏

مخزونات هائلة‏

موجات الجفاف وتصاعد أعمال العنف أدت إلى الحد من النمو في هذا البلد الذي تبقى 80 % من مناطقه ريفية، فلم تتجاوز نسبة النمو 3.4 % عام 2008 مقابل 12 % عام 2007 بحسب صندوق النقد الدولي.ولولا المساعدات الأجنبية، لكان سكان أفغانستان قد عرفوا المجاعة في السنوات التي يكون فيها المحصول رديئاً، نظرا إلى عدم توافر سبل تخزين المنتجات.وهذا الوضع الاقتصادي الهش يدفع عديداً من المزارعين إلى زراعة الأفيون.‏

وكان مسؤولون حكوميون أميركيون كبار قالوا قبل عامين إن الولايات المتحدة اكتشفت في أفغانستان مخزوناً هائلاً من المعادن (تقدر قيمته بحوالي تريليون دولار) وهو كاف ليغير جذرياً الاقتصاد الأفغاني وربما الحرب الأفغانية بعينها.‏

المخزون المعدني غير المعروف سابقاً، يتضمن الحديد والنحاس، والكوبالت، والذهب، ومعادن حساسة مثل الليثيوم، وكثيراً من المعادن المهمة في الصناعة الحديثة ما قد يحوّل أفغانستان إلى واحدة من أهم مراكز التعدين في العالم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية