تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاقتصاد السوري ومؤتمر هرتسيليا الصهيوني؟!! .

منطقة حرة
الأحد 12-5-2013
د. حيان أحمد سلمان

أثبت اقتصادنا تماسكه وقوته و تنوعه وصموده خلال المؤامرة الدولية على سورية والتي لم يشهد التاريخ مثيلا لها , وبعد أن فشلت المؤامرة عسكرياً وسياسياً واجتماعياً بدأ المتآمرون يفكرون بإضعاف اقتصادنا

لانّ قوته تعتبر من أهم عوامل الصمود والانتصار ورمي المتآمرين على مزبلة التاريخ قريبا ً, ويمكن أن نتلمس معالم تفكيرهم هذا في مجريات مؤتمر الصهيونية العالمية الدوري رقم /13/ في مدينة ( هرتسيليا ) التي تبعد عن غزة هاشم /80/ كيلو متراً, وبدأ الصهاينة بعقد هذه المؤتمرات منذ عام 2000 بدعوة من الصهيوني اليميني مستشار الأمن الإسرائيلي الجنرال ( عوزي أراد ) , و يحضره متخصصون وسياسيون ومسؤلون من إسرائيل وخارجها وخاصة المنظمات الصهيونية والمستثمرين اليهود وبعض العربان المتصهينين !!, وتتركز جلسات المؤتمر حول دراسة التغيرات الداخلية والخارجية للكيان الصهيوني للعام الماضي و للعام القادم و التخطيط ل/ 5/ سنوات أو / 20/ سنة قادمة , وترفع نتائج وتوصيات المؤتمر لراسمي السياسات الاسرائلية وخاصة في المجالين السياسي والاقتصادي , ومن خلال تحليل المؤتمرات السابقة كان الهم الديموغرافي هو الموضوع الأساسي ,أما في المؤتمر الثاني عشر 31 كانون الثاني لغاية 3 شباط من عام 2012 و الثالث عشر الذي عقد في نهاية شهر آذار الماضي التركيز على دراسة واقع المنطقة وخاصة سورية وكيفية دعم العصابات الإجرامية لتدمير الاقتصاد السوري وتكريس الصراع الطائفي وتقاسم موارد المنطقة لتستمد إسرائيل شرعية وجودها ويهوديتها , ومدخل ذلك دعم ( جيش الاحتلال الصهيوني ) وتشكيل حلف داعم من قطروالسعودية وتركيا والأردن وغيرها لمواجهة محور المقاومة وفي مقدمته سورية وإيران , ومعالجة المشاكل الاقتصادية للكيان الصهيوني مثل ( البطالة والتضخم النقدي والديون والسكان وغيرها ) وبأن يكون الاقتصاد الاسرائيلي والخليجي بأمواله الريعية في خدمة التوجهات السياسية الاسرائلية , لذلك ركزوا على توسيع العلاقات مع الدول الخليجية وتشجيع الفوضى العربية والتي يطلقون عليها زوراً وبهتاناً ( الربيع العربي !!) , ولكن من جهة أخرى دفع هذا بعض القوميين العرب المخلصين للاحتجاج على الدعم العربي لهذا المؤتمر الصهيوني متناسين فلسطين والقدس والتوسع السرطاني الاستيطاني الاسرائيلي وما آل إليه الواقع العربي من تقسيم وتمزيق , وفي مقدمة من احتجّ وقاوم رأس المال الريعي القطري السيد ( سليم الحص ) المواطن والمسؤول اللبناني والذي أصر على أن ( لاينأى بنفسه ) وقدم استقالته من نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة قطرية بسبب حضور (مشيخة قطر ) للمؤتمر ممثلة بمستشارها ( سليمان الشيخ ) إضافة إلى الأردني الحسن بن طلال والفلسطيني صائب عريقات) وغيرهم وتجسد جوهر المؤتمر على تأليب كل قوى التآمر لتدمير سورية وخاصة من البوابة الاقتصادية , لكن والحمد لله بدأت الأمور تسير في غير مايشتهون .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية