تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدت التزامها عقود الأسلحة السابقة مع سورية.. ولا حظر على إرسالها.. روسيا: هناك اختلافات كثيرة بشأن المؤتمر الدولي ولن يعقد قبل نهاية الشهر

موسكو
سانا- الثورة
صفحة أولى
الأحد 12-5-2013
مع أن جميع الأطراف الفاعلة بالأزمة في سورية تعلم تماماً أن لا حل لهذه الأزمة إلا بالطرق الدبلوماسية، والجلوس إلى طاولة الحوار لكننا بين الحين والآخر نرى مواقف متباينة ومتناقضة،

قد لا نعرف الغاية منها للوهلة الأولى ونصاب بالصدمة متسائلين هل فعلاً ثمة حرص على الحل في سورية، لكن أولاً بأول نعلم ودون أدلة أو براهين أن هناك من لا يريد لهذا الحل أن يتحقق، لكون مصالحه سوف تتضرر من انتهاء الأحداث المؤسفة في سورية.‏

بالطبع هذا النوع من الدول تتعدد لديه الأهداف والاتجاهات والرؤى ويرغب أن تنتهي الأمور لمصلحته، بينما ترى الدول الصديقة لسورية أن بانتهاء الأزمة نهاية للتوتر والفوضى في المنطقة برمتها، لأن الأمن والسلام سيعم عليها، ودون ذلك سوف يكون الدخول في أتون الحرب.‏

بالأمس تناقلت الفضائيات والأنباء فحوى المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، عن احتمال انعقاد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سورية، واليوم ونتيجة العراقيل التي تضعها بعض الأطراف في طريق الحل تأتي الأخبار عكس ما يشتهي السوريون ويرغبون متسائلين عن سبب التأجيل، مع علمهم أن روسيا وإيران والصين وبعض الدول العربية والأجنبية الصديقة فعلياً لسورية هم فقط الحريصون على إخراج الشعب السوري من أزمته أما من تبقى وعلى رأسهم عربان الخليج وأميركا والدول الغربية لا يريدون ذلك.‏

مساعد الرئيس الروسي: مستعدون للتعاون مع بريطانيا لعقد المؤتمر‏

يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أكد استعداد روسيا للتعاون مع بريطانيا من أجل عقد مؤتمر دولي حول سورية، على حين أعلن مصدر روسي أنه من المشكوك فيه عقد مؤتمر دولي حول سورية قبل نهاية أيار الجاري نظراً لوجود اختلافات كثيرة حول هذا الموضوع.‏

موقع روسيا اليوم نقل عن أوشاكوف قوله "إن روسيا تنتظر إشارة من الولايات المتحدة الأمريكية التي توجه إليها ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا بعد مغادرته موسكو" مشيراً إلى تفاهم الجانبين الروسي والبريطاني أثناء قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكاميرون على تنشيط عملية عقد مؤتمر حول سورية، مضيفاً أن كاميرون سوف يناقش هذه المسألة في واشنطن غداً الاثنين ونحن ننتظر إشارة من هناك بعد انتهاء لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.‏

أوشاكوف أوضح أن الاتصالات مع الأمريكيين مستمرة ويمكننا معاً تحريك المسألة لافتاً إلى أن الاتصالات والمشاورات تهدف إلى تحديد المشاركين وعددهم وإقرار جدول لأعمال المؤتمر وضرورة تحديد متى وأين يعقد وصفة المشاركين فيه والقرارات الايجابية المحتملة، موضحاً أن كاميرون لم يقترح خلال لقائه بوتين عقد المؤتمر في لندن بالذات مبيناً أن مكان عقد المؤتمر وعنوانه لا يلعبان دوراً رئيسياً "مؤتمر أو منتدى" "جنيف 2" وإن المهم هو الجوهر.‏

بالمقابل أعلن مصدر روسي شارك في المباحثات بين الرئيس بوتين و كاميرون في سوتشي أمس الأول "إنه من المشكوك فيه عقد مؤتمر دولي حول سورية قبل نهاية أيار الجاري نظراً لوجود اختلافات كثيرة حول هذا الموضوع".‏

وكالة انترفاكس نقلت عن المصدر قوله أمس "إن هذا الأمر معقد جداً" مشيراً إلى أن جون كيري سيتحدث إلى الرئيس أوباما غداً الاثنين وربما ستكون هناك اتصالات هاتفية بين رؤساء الدول أي أنه ستجري فعاليات ما ولكن من غير الواقعي وضع أطر زمنية محددة بدقة لعقد المؤتمر.‏

وأكد المصدر الروسي "أنه جرت خلال المباحثات بين بوتين وكاميرون مناقشة عدد من الخطوات التحضيرية الملموسة على طريق عقد المؤتمر إلا أنه من السابق لأوانه التكلم عما إذا سيكون هذا مؤتمراً أم صيغة أخرى" لافتاً إلى وجود "فهم مشترك حول أن الوضع الحالي لا يعجب أحداً وأن هذا الوضع يصبح خطراً على المنطقة بأسرها" وذلك على خلفية تبادل التصريحات بصورة دائمة.‏

..و ملتزمون عقود‏

الأسلحة السابقة مع سورية‏

على صعيد آخر أعلن مصدر روسي شارك في المباحثات الروسية البريطانية في سوتشي أيضاً "أن بلاده لا تفرض حظراً على إرساليات الأسلحة إلى سورية وهي ملتزمة بعقودها السابقة".‏

وكالة انترفاكس نقلت كذلك عن المصدر الروسي قوله "إن الجانب الروسي أعلن الموقف المعروف بشأن إرسال المجمعات الصاروخية المضادة للجو إلى سورية بعد طرح الموضوع من قبل الجانب البريطاني"، مضيفاً أن كل الأمور مفهومة هنا فلا وجود لحظر على إرساليات أسلحة إلى سورية ونحن ننفذ عقودا موقعة سابقا أي أننا ننفذ حتى النهاية التزاماتنا مشيراً إلى أن الأسلحة التي ترسل إلى سورية بموجب العقود الموقعة هي أسلحة دفاعية بالمطلق.‏

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن عقب لقائه نظيريه البولندي والألماني في وارسو أمس أن روسيا تورد الأسلحة الدفاعية لسورية وفق العقود المبرمة منذ زمن بعيد ليكون لديها الإمكانية للدفاع عن نفسها من الضربات الجوية ولا ترسل أسلحة هجومية محظورة.‏

زاسبكين: روسيا ترفض أي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر‏

بدوره أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين أن بلاده تعمل مع الامريكيين من أجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية للتوصل إلى حل سياسي للازمة فيها مجددا موقف موسكو الرافض لاي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر.‏

وقال زاسبكين في كلمة له في صيدا جنوب لبنان أمس ان روسيا تريد معالجة الازمة في سورية باسرع وقت ممكن لافتا إلى ان الارضية لبيان جنيف موجودة وانه يجري العمل مع كل الاطراف المعنية لانعقاد المؤتمر الدولي لحل الازمة في سورية بمشاركة كل الاطراف الدولية والاقليمية وممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية وان هذا في ذروة الاهتمام.‏

واضاف زاسبكين: ان موضوع تنحي الرئيس بشار الأسد لم يعد للمناقشة موضحا ان الحكومة السورية جاهزة للحوار فيما تبدو المسالة مع المعارضة أصعب لانها ليست موحدة.. فهناك جزء منها لا يريد اطلاقا الحوار وجزء يعتبر معتدلا وهم على استعداد للحوار.‏

وقال السفير الروسي في لبنان: في الاونة الاخيرة اتصلنا مع عدد كبير من فصائل المعارضة فمثلا هيئة التنسيق فصيل لديه مواقف معتدلة ويمكن أن يشارك بفاعلية وايجابية كما يجب ان نتحدث مع الآخرين ليكون تمثيل المعارضة على أوسع ما يمكن مشيرا إلى ان موضوع المشاركة طرح مع الجانب الامريكي وتم التوافق على ان يقوم الطرفان الروسي والامريكي خلال هذه الفترة باجراء اتصالات مع الاطراف المعنية من المعارضة ومن الاطراف الاقليمية المعنية بهذا الموضوع وانه خلال ايام عدة سوف يتبلور الوضع حول المؤتمر.‏

وفي موضوع اخر اعتبر زاسبكين ان ما يروج من تخوف للامم المتحدة من حصول مجازر في مدينة القصير بحمص في حال دخلها الجيش العربي السوري استفزاز واستخدامه هو لتبادل الاتهامات في اشارة إلى تصريحات اطلقتها نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان وزعمت فيها ان الجيش العربي السوري قد يرتكب مثل هذه الاعمال في القصير.‏

ومن جهة أخرى اوضح السفير الروسي ان النهج المبدئي لروسيا هو ان يكون لبنان خارج الازمة في سورية ودعا إلى تطبيق سياسة تحييد بشكل متكامل ومتعلق بالجميع مذكرا بان روسيا تحدثت منذ سنتين عن التدخلات عبر تسرب المقاتلين وتزويد المجموعات المسلحة المعارضة في سورية بالسلاح.‏

وقال نحن دائما ندعم الامن والاستقرار في لبنان والسياسة الرسمية اللبنانية وهي مبنية على أساس اعلان بعبدا ونحن نؤيد هذا النهج لانه يعمل على تحييد لبنان عما يحدث في المنطقة وفي سورية مؤكدا ان روسيا لا تريد اي تصعيد حاليا في المنطقة لا في سورية ولا حولها.. والا يكون هناك استخدام للاراضي اللبنانيه للتدخل في الازمة في سورية.‏

ميترافانوف: الإعلام الغربي يدعم " المعارضة" بشكل مكشوف.. وتحريضه ضد سورية واضح‏

أما على صعيد التحريض الإعلامي المكشوف والموجه والذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية بهدف دعم من يسمون المعارضة قال الكسي ميترافانوف رئيس لجنة الصحافة والإعلام في مجلس الدوما الروسي في حديث لقناة روسيا اليوم الليلة قبل الماضية "إن التحريض ضد سورية واضح وقائم في وسائل الإعلام الغربية فهم يدعمون بشكل مكشوف ما يسمونهم بـ"الثوار" ولا ندري عن أي "ثوار" يتحدثون فنحن لا نعرفهم ولا يعرفهم المجتمع الدولي ومع ذلك يتعاملون معهم ويستقبلونهم كقادة دول ويدعونهم إلى مجالسهم في المحافل الدولية والإقليمية ويفتحون لهم السفارات".‏

ميترافانوف لفت إلى "أن هناك مركزاً ما يتخذ القرارات وعلى ضوئه تبدأ وسائل الإعلام بعملية غسل الدماغ دون أي علاقة بحرية الكلمة إنما هي دعاية محضة يتم التحكم بها وتبث بعدة لغات" موضحاً "ان كل حالة إعلامية تعالج على حدة فالحملة الإعلامية ضد سورية توجه من قطر والحملة الإعلامية ضد روسيا تأتي من لندن التي تعتمد على قوى إقليمية لتحقيق أغراضها فيما يلعب الأمريكيون دور العصا الغليظة التي تعمل على خدمة مصالح معينة".‏

بالتأكيد إعلان ميترافانوف هو داعم رئيسي لجميع التقارير التي وردت وأوضحت بالأرقام والقرائن والأدلة التي تحدثت عن حجم التمويل الإعلامي الغربي بهدف التضليل وفبركة الأخبار والريبورتاجات التي كان لها دور بارز في تأجيج الصراع وإذكاء نار الفتنة والفوضى في سورية، وإيصال الأمور إلى هذه المرحلة.‏

ميترافانوف قال "إن كل وسائل الإعلام العالمية تقع تحت تأثير المال فإذا نظرنا إلى القنوات التلفزيونية الرائدة لن يخفى علينا من يمولها وإذا كنا في الماضي نتحدث عن مؤامرات سرية وتمويل سري للصحافة نجد اليوم الكثير منها لا تخفي تلقيها تمويلاً ولا تنكر علاقاتها بالممولين".‏

وأضاف رئيس لجنة الصحافة والإعلام في مجلس الدوما "إنه وكما لا توجد موضوعية لدى وسائل الإعلام الغربية في تغطية الأحداث في سورية فهي غير موجودة أيضاً في تغطية الأحداث في روسيا، والسبب أن الموضوعية تقتضي تعدد الآراء ولكن ليس هناك وسيلة إعلام نافذة في الغرب تتفهم مواقف روسيا أو تتقبل وجهات نظرها حول سورية فوسائل الإعلام الغربية تشبه فرقة موسيقية تعزف لحناً منسقاً واحداً وتقول نفس الكلام حيال العديد من القضايا".‏

ما يعرف بـ"الربيع العربي" يهدف للقضاء على أنظمة عربية معينة شرط الابتعاد عن دول الخليج‏

وحول الضوابط القانونية لعملية الكذب والتشويه في الإعلام قال رئيس لجنة الصحافة والإعلام في مجلس الدوما الروسي "إنه ليس هناك ضوابط قانونية في القانون الدولي تتيح للدول ملاحقة الكذب في الإعلام والتشويه الإعلامي والترويج الخاطئ فمثلا لا نجد في القانون حلاً عندما يعرضون لقطات من دول ما ويقدمونها على أنها من سورية وربما تكون هذه المشاهد قد صورت في استديوهات هوليوود" وأضاف "هذا ما حصل في جورجيا عندما بثت بعض القنوات الغربية صوراً لما سمته العدوان الروسي على جورجيا وكانت الصور من أوسيتيا".‏

وأكد ميترافانوف أنه لو التزم الإعلام الحيادية والموضوعية لتعذر على واشنطن ولندن تسويق تبريراتهما لغزو العراق قبل عشر سنوات لافتاً إلى الحملة الإعلامية التي استهدفت العراق آنذاك وكيف تحدثت كل وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بلغة واحدة حول الموضوع واليوم تتكرر نفس الحملة على سورية بعد أن نجحت في ليبيا.‏

واشار ميترافانوف الى أن ما يعرف بـ"الربيع العربي" هو في واقع الحال يهدف إلى القضاء على أنظمة عربية معينة فيما لا أحد يقترب من دول الخليج التي باتت تعتقد بأن القضاء على تلك الأنظمة أصبحت مسألة مبدأ بالنسبة لها.‏

وبين رئيس لجنة الصحافة والإعلام في مجلس الدوما الروسي أن "كل وسائل الإعلام الغربية النافذة تقف موقفا معادياً للحكومة في سورية ما يعكس عدم وجود حرية للكلمة ويعني أنه لا حرية مطلقة للتعبير في أي مكان من العالم" لافتاً إلى أن حرية الكلمة تشكل أهم أعمدة النظام الديمقراطي وعلى وسائل الإعلام عكس وجهة نظر الجماهير على حقيقتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية