تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوباما ..و..داعش

إضاءات
الخميس 11-9-2014
شهناز صبحي فاكوش

عندما نتحدث عن المشهد الواقع بين داعش التنظيم الإرهابي أو الأشد إرهاباً في تصحيح للتعبير لأنه تفوق على معلمه القاعدة في الإجرام والقتل والتنكيل ... وبين أوباما لكونه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، يتبادر إلى الذهن شكل (المنزعة) تلك الأداة المعدنية التي يجمع طرفاها قطعة صلبة ثبتها الحداد بشكل محكم،لتمكن مستخدمها من نزع المسامير..

طرفي المنزعة القاعدة وداعش والإدارة الأمريكية بمؤسساتها العسكرية والخارجية وهيئاتها التي تدّعي الديموقراطية(القطعة مثبتهما) ويد النزع الصهيونية التي تسعى لانتزاع الدولة السورية من ساحة المواجهة للكيان الصهيوني لأنها ظلت الوحيدة .‏

في تشريح للمشهد السوري بمقاطع محورية، في عودة لبداية الأحداث السورية نجد في المقطع الأول صنفين في الشارع السوري،جزء غُيّبَ عقله وأودع جيبه نقداً وزج للصراخ وإشاعة الفوضى.والآخر جرفه تيار ما دعي بالربيع العربي وأحداث الساحات العربية الأخرى. في طلب لحاجات فقدها في دائرة الحياة...‏

ظناً من المخططين أن مِنزعتهم قادرة على انتزاع سورية الدولة من الساحة العربية ولما صدمتهم الدولة بتحقيق مطالب إصلاحية أكثر مما نادى به الشباب المطالب. ولم تُجْدِ فوضاهم الوصول لمبتغاتهم.. ظهرت الصورة الأخرى بدس السلاح بين صفوف المشاغبين.لتوجيه إصبع الاتهام للسلطات المختصة.‏

كان المشهد واضحاً منذ البداية لمن يقرأ أطراف تحريك الأحداث في الساحات العربية وماآلت إليه الحال في ليبيا وقبلها تونس واليمن والسودان. ولماذا تُستثنى الأنظمة الرجعية الملكية والأميرية حيث لامكان لأي حالة ديموقراطية. والاستبداد وأثرةُ الأُسَرِ الحاكمة هي السائدة.‏

لو فكر العقلاء والمثقفون قليلاً بعين التبصر لاكتشفوا سر المؤامرة التي حيكت على الوطن كله. الطريق إلى الأرض المحتلة سالك للإرهابيين بل ظهير داعم لهم لوجستياً وعسكرياً. لضرب الجيش السوري في القنيطرة ومحيطها.‏

أوباما يتبنى الفتنة الطائفية علناً بعد فشل ما دعي بالمعارضة من تحقيقها .فيجعل من شخصه منافحاًعن حاجات المسلمين السنة حسب زعمه،ويسعى لخطة تلبي تطلعاتهم،ولأجل ذلك يسعى للوصول إلى القبائل السنية في مناطق داعش كما يقول، تلك هي مهزلة التاريخ ، أوباما يتزعم السنة والعشائر؟؟؟!!!..‏

وتزداد المهزلة قبحاً، عندما ينبري رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية المدعو مارتن ديمبسي قائلاً، أنه لابد يدعم /20/ مليون سني مهمشين يقيمون بين بغداد ودمشق. عندها يتمكن من الانتصار على داعش، بالتنسيق مع الدول الإقليمية...‏

من نصّبك ياهذا ناطقاً ومحامياً لتصف 20 مليون مسلم بالمهمشين ومن أعطاك الحق لتتحدث باسمهم ؟؟.. ألا فليصحَ المسلمون إلى أي درك نحن منقلبون..‏

أما وزير خارجية ملك الرمال فقد سبقهم في المؤتمر الدولي حول العراق محذراً حسب زعمه من مخاطر تنامي مشاعر الإحباط والفتن والتهميش لدى عرب السنة..تباً لك من رجل يدّعي الإسلام، حق فيك قول الرسول صلى الله عليه وسلم .. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .ألا لعنة الله عليك.‏

ماكان في المنطق الأمريكي الاستعماري يوماً الانتصار لفئة على أخرى، بل لابد تبقىحالة التناقض قائمة، وإسعار نار المواجهات، وتغذية النزاعات والحروب، والمسميات شتى.ما يسهل سيطرتها حتى على الموقف الدولي ..تباً للعرب...‏

هي تستخدم الورقة المذهبية في سورية للحصول على أكبر قدر من التنازلات وتزيد من الضغط على إيران لأجل إقناع الأسد بالابتعاد عن الحكم وتعديل بنية النظام حسب رغبتهم ..‏

كم من الحماقة يعتري هؤلاء البلهاء؟! هل عرفوا يوماً أن أسداً يترك عرينه وأهله عرضة للذئاب والكلاب الشاردة الضالة. على أي حال واجهتهم إيران بالرفض وقطع عليهم السد الروسي الطريق،رغم مايفتعلون له من مشاكل في أوكرانيا..‏

أما الصفعة الكبرى فيلقنهم إياها انتصار الجيش العربي السوري على كامل المساحة الجغرافية السورية على الإرهاب، وازدياد نفوق صنيعتهم من الدواعش.‏

لم تعد الإصلاحات السورية مطلوبة في أجندة أمريكا وأعوانها، فقد أصبحت خلف ظهرهم، وسقط الائتلاف المعارض والمعارضة الخارجية من تراتيلهم، لذا نرى أوباما اليوم في (حيص بيص).‏

هو من جهة يخشى الجمهوريين والضغط الداخلي أمريكياً ويخشى تمرد اللوبي الصهيوني، والكيان الصهيوني اللذين لايقبلان انتصار الجيش السوري وحزب الله.‏

هم اليوم يسعون لتشكيل جبهة إقليمية ودولية من أربعين دولة، لمحاربة داعش والإرهاب اللذين صنعتهما يوماً، وتجيّش ضدهما اليوم.‏

يسوق هيغل وكيري لمنتج مؤتمرهم وتوزيع الأدوار في المنطقة وخاصة دول الجوار.قبل إعلان أوباما استراتيجيته. بتزامن وصول ديمستوري لسورية.‏

الآن يتحسسون ضرورة مواجهة الإرهاب، عندما ارتد إليهم.ألم يدعو القائد حافظ الأسد لمؤتمر لم يعره أحد وقتها اهتماماً، لأن الإرهاب ما كان حز رقاب مواطنيهم.‏

اليوم يذهبون لمؤتمر يريدون منه الغطاء الدولي الشرعي لعودتهم للمنطقة بحجة مساعدة العراق ضد داعش. بعد فشلهم في ضرب سورية عسكرياً،وحجة الكيماوي.‏

لن نتدخل في سورية ضد داعش يقول أوباما. أهي سياسة المعايير المزدوجة أم السيناريو الأخبث ؟؟ تحلق الطائرات على الحدود بين العراق وسورية، هل تضرب بعض المواقع السورية ؟؟ عفواً خطأً فتكثيف الغارات الأمريكية في العراق أدى لذلك!! خاصة عند ضرب طرق الإمداد،هل تصاب مواقع عسكرية سورية خطأ.؟؟‏

التحالف عن ماذا يتمخض حظر جوي شمال شرق سورية؟؟ ديمبسي يقول لايمكن أن نهزم داعش في العراق من دون التدخل ضدها في سورية.‏

داعش تستعر وتزيد من هجماتها، ويخرج بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي معلناً، إذا اقتضت الحاجة سنشن ضربات في سورية.‏

أمريكا تطمح لإيجاد قوة تدّعي أنها سورية، باسم مقاتلي المعارضة، ماكانت تدعوها بالمعتدلة.مايربّح الحلفاء الخليجيين.‏

كلام أوباما عن السنة في المنطقة هدفه التمهيد لتحولات ولو طفيفة رغم كل التصريحات الرنانة. وكأنه يؤكد على تصريح كيسنجر ثعلب السياسة الأمريكية داعش يمكن التعامل معها لكن الخطر الأكبر من إيران .‏

ألهذا يحاولون تحريك الحدود الإيرانية من جهة باكستان، هذا مايحدث الآن لكن إيران متنبهة وكذا روسية .‏

هي حرب عالمية كبرى ساحتها سورية والعراق، يغذي أطرافها بالسلاح الكيان الصهيوني لتقويض قوة الجيش السوري ولكن ليس باليد الصهيونية.‏

الصهاينة في فلسطين المحتلة هم من يقبض على طرفي المنزعة لكنهاستنكسر بل تنقرف لأن سورية قوية صامدة لايمكن نزعها... لأنها ببساطة ليست مسماراً في الخشبة العربية ..إنها قلعة صلبة بذاتها وحدها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية