|
ثقافة وهي من القطع الكبير, يشرح الكاتب في الرواية وعبر فصولها الثلاثين قصة غادة الفتاة التي تنحدر من طبقة فقيرة, تقودها الظروف الى مد عينيها الى حياة الطبقة الثرية, وتطمح الى الزواج بشاب ( اكابر ) . وبعد ان تبلغ العشرين تخاف ان تصير عانساً فتتزوج بابن خالها الذي كان حداداً. وطوال فصول الرواية تحاول غادة ان يكون لها منزل معقول..فتكون النتيجة انها تّحمل زوجها اعباء لا يطيقها.. لينتهي هذا الزواج بموت الزوج في حادث . تنتقل بعدها غادة الى حياة جديدة عن طريق زواجها بشقيق الزوج الذي كان معلماً للرقص, لتكتشف بعدها انه يخونها, كما انه أناني يعاملها كأنها خادمة. وتتزوج غادة للمرة الثالثة ابن عم زوجها, وهو شاب عابث, كان يعاقر الخمرة مع ابن عمه ويخونه بمعاشرة زوجته وتصارح غادة زوجها بحقيقة الامر فيطلقها, ويسافر الى السعودية. وتبين لغادة ان زوجها الثالث عاطل عن العمل, وهو يحاول ابتزازها بالاضافة الى انه مدمن مخدرات,فتطرده من المنزل.. وتظل غادة تنحدر بمستواها ووضعها وينتهي حالها بزواج رابع من رجل وضيع.. ويبدو هدف المؤلف واضح فمن يزرع الريح يحصد العاصفة ومن لا يقنع يدفع الثمن غالياً, وكم من ازواج حّملن ازواجهن فوق الاستطاعة فيتداعى عش الزوجية وتصاب العائلة بكارثة والمرأة التي لا تقدر الزوج المحب الخلوق المضحي بما لديه حق قدره- تواجه نوعاً اخر من الازواج يسوقها الى سوء العذاب ويهينها, ويبقى على هذا الحال حتى يحطمها. تأتي هذه الرواية ضمن سلسلة من روايات عن أدب المرأة كتبها المؤلف مثل : العانس العاشقة, ذات الساق المبتورة, الالمانية, والفارس الشرقي, آمنة, هالة.... وجميعها تصور حياة نسوة مختلفات في الواقع والحياة, منهن من تدفع ثمن التعنس ومنهن نسوة ضعيفات يواجهن حياة حافلة بالأحداث ومنهن نساء مناضلات وقعن في شباك نصبها ازواج ذئاب . وقد سبق للمؤلف ان فاز بجائزة المجلس الاعلى للآداب عن روايته (ذات الساق المبتورة) وجائزة نادي القصة بالقاهرة عن روايته(الاخوة كنعان) ورشحت روايته ( الالمانية والفارس الشرقي) للترجمة العالمية من قبل منظمة اليونسكو ضمن فئة الرواية المعاصرة.. |
|