|
اقتصاد لو أنها عولجت, من موضوع البطالة البنيوية التي لها علاقة بمعدل النمو والاستثمارات ولا تكون متناسبة مع معدل النمو السكاني.. هذا الحديث لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل كان خلال عرض التقرير القطري عن الاقتصاد السوري نهاية الشهر الماضي.. وبينت أن البطالة التقنية هي عدم ملاءمة عارضي قوة العمل مع متطلبات طالبي هذه القوة للعمل, مضيفة أن هذا النوع من البطالة يحتاج إلى تفكير جدي, وهو الذي نحاول أن نعمل حاليا عليه, من خلال إحدى أدوات سوق العمل أو إحدى أدوات تنظيم سوق العمل التي هي هيئة مكافحة البطالة والتي سوف تصبح هيئة التنمية والتشغيل بعد موافقة الجهات المعنية. واشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الى أن هناك وسيلة من وسائل معالجة هذا النوع وهو البطالة التقنية من خلال برنامج التدريب لأجل التشغيل المضمون.. من جهة أخرى أوضحت أن البطالة الاحتكاكية وهي عدم تلاقي قوة العمل مع طالبي هذه القوة من العمل(بسبب غياب ثقافة سوق العمل في سورية) مضيفة أنه كان يوجد لدينا, مثل كل الدول التي سارت في التخطيط المركزي, التوظيف الاجتماعي والذي يعتبر هو المدخل لكل الأعمال لمجرد أن يقرر طالب العمل الدخول إلى سوق العمل على هذا الصعيد, فالفرص متاحة له, سواء كان محو أمية أو ابتدائية أو ثانوية أو جامعية, فوظيفته مؤمنة بغض النظر عن المستوى أو الكفاءة المطلوبة.. لذلك تجد في القطاع الحكومي -حسب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل- إنتاجية غير مناسبة لما يجب أن تكون عليه, وتجد بكل بساطة حامل إجازة في التاريخ في مشفى عمالي كنتيجة من نتائج التوظيف الاجتماعي, معتبرة أن هذه إحدى المسائل التي دعت لعدم التفكير بتنظيم سوق العمل..وأكدت على مستوى آخر على أن القطاع الخاص متواجد وحاضر منذ الأزل وبأنه لم تمر لحظة من اللحظات دون أن يكون هناك وجود للقطاع الخاص الذي اعتاد أن يعمل بشكل عائلي, مستدركة انه ليس القصد توظيف اقربائه, لكن الدخول لأهم قطاع خاص, يفاخر أصحابه بأن هذا الشخص الذي يقدم لك كأساً من الماء هو حفيد الشخص الذي كان يعمل لدى جده.. لذلك ترى الوزيرة انه ليس هناك تفكير بتنظيم سوق العمل وإيجاد الأماكن التي تعرض قوة العمل والأماكن التي تطلبه.. وأضافت: إن مكاتب التوظيف العامة لم تستطع أن تجذب القطاع الخاص للتعامل معها, ليس لأنها ضعيفة في مبناها وولدت دون دراسة كاملة.. لكن لأن القطاع الخاص أيضا ليس لديه تلك العلاقة والثقة بالتعامل مع الحكومة في هذا المجال, وأيضا لأن العاملين لن يلجؤوا إلى هذه المكاتب من اجل وظيفة في القطاع الخاص وانما من اجل وظيفة في القطاع العام?! وأشارت إلى أن هذا يقودنا إلى مسألة الضمان وانعدام الشعور بالحماية والاستمرارية وغيرها من التفاصيل التي تجذب الناس للقطاع العام وتطردهم أو تنفرهم من العمل في القطاع الخاص, إضافة إلى النظرة السيئة للخاص التي فحواها أن الخاص يستغل جهد العامل العقلي والفكري وينهب قوة عمله, كل هذه المسائل مجتمعة ربما تكون أهم بكثير من معالجة نسبة البطالة وخصائصها النوعية.. ونوهت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالاحاج عارف على هذا الصعيد إلى أحد البحوث التي أظهرت أن نسبة البطالة ليست نسبة خطيرة بقدر خطورة خصائصها النوعية مؤكدة أن البطالة في سورية جهلية بمعنى انها تتوضح في الفئات التعليمية الأقل وبأن البطالة أنثوية بمعنى انها لدى النساء اكثر من الذكور, وانها شبابية وأن مدة البحث عن عمل فيها خطيرة, بمعنى أن الباحث عن عمل يبقى مدة عامين حتى يستطيع الحصول على عمل, ما يترتب على ذلك من كلفة إضافية لإعادة تأهيله.. |
|