تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث .. كل التحية لكما...

آراء
الخميس 5-12-2013
 د. اسكندر لوقا

أحياناً لايملك أحدنا أن يمر أمام حدث مرور الكرام فيجد نفسه محمولاً على الوقوف أمام مايرى أو مايسمع، وهكذا كانت حالتي ، وخلال أسبوع واحد مضى ، أمام حدثين يستحقان أن يشار إليهما بكل المحبة والتقدير .

في أمسية برنامج «بعدنا مع رابعة» يوم الخميس الفائت أكد فينا الفنان العربي السوري شادي أسود الأمل والتفاؤل حين ردد أغنيته التي رسخت حضورها في ساحة فن الغناء منذ بعض الوقت وهي أغنية «سوريةالموجوعة» ولأن الفنان شادي مثله مثل أبناء وطنه المنكوب حالياً بفعل شراسة العدوان الواقع عليه لاعتبارات باتت مكشوفة ولا تحتاج لرفع الغطاء عنها، لأنه كمثل كل السوريين الشرفاء، أضاف متابعاً « راح نمسح دموعها» بعد عبارة« الموجوعة» وفي وقفة أخرى في سياق استجابته لدعوة معدة البرنامج تابع على وقع لحن رحباني معروف من كلماته« راجعين ياهوى راجعين في شوارع الياسمين» ودمشق التي اشتهرت بياسمينها لم ينسها أهلها يوماً أينما كانوا على سطح الكرة الأرضية زائرين أم مهجرين أو مغتربين وبذلك استطاع الفنان شادي أسود أن يضع لمسته على فقرات برنامج«بعدنا مع رابعة» وإن يكن المخرج اللبناني المعروف ناجي صوراتي يسترق النظر أحياناً وهو منشغل بتناول كأس بعد كأس من المشروبات الموضوعة على الطاولة ترحيباً بضيوف البرنامج، وبالتالي كان غائباً عن جو الفن في جو آخر .‏‏

المهم أن الفنان شادي أسود ازداد تألقاً في عيون جمهوره أينما كانوا في سورية أو لبنان أو في المغتربات، فتحية له ولأمثاله من أبناء سورية الصمود .‏‏

وفي السايق المتصل ، كان للفنان العربي المعروف وليد توفيق وقفة لاتنسى في برنامج «غنيلي تغنيلك» الذي يعده الفنان علي الديك مساء السبت الفائت ، وذلك عندما اختتم لقاءه الفني والمرح مع صديقه معد البرنامج بغناء« سورية يابلد أهلي وصحابي » وأيضاً عندما كان شاهداً حياً على استقبال سورية الفنان اللبناني في أيام المحنة الأهلية التي تعرض لها في سبعينات القرن الماضي، وكان التوجيه أن للفنان اللبناني الأولوية في تسجيل أغانيه وأعماله الفنية المختلفة على وسائل الإعلام المرئي والمسموع وبعدئذ يأتي دور الفنان السوري ، وكان قد سبق ذلك بالتذكير أن إذاعة الشام كانت السباقة في إلقاء الأضواء عليه وعلى الفنان اللبناني والعربي على حد سواء وأن كثيراً من المطربين والملحنين الكبار، لهذا السبب، شقوا دروبهم لتربع مقاعدهم في الصفوف الأولى بين محبي الطرب الأصيل في أرجاء الوطن العربي، ومما استعاده من أقوال والدته وهو على درب الشهرة أنها نصحته ذات يوم بقولها المريض بالسل يابني نقول له الله يشفيك وأما المصاب بمرض الغرور فنقول له فالله يرحمك.‏‏

إن تواضع الفنان الذي عرفته دمشق وعرّفته الى جمهوره، منذ بدايات تألقه في سماء فن الطرب، جعله من الوجوه المحببة سواء في مسقط رأسه مدينة طرابلس لبنان أم في المدينة التي أحبته وماتزال دمشق كل العرب، فتحية له ولشادي أسود ولكل من كان وفياً لما قدمته له سورية بلاحساب.‏

‏iskandarlouka@yahoo.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية