|
آراء المعقدة والمركبة من الأفكار القاتلة التي تطيح بمبدأ الحوار فكيف سيتم الحوار الوطني؟ واذا عدنا الى تعريف للحوار الوطني يمكن اعتباره مشروعاً وطنياً يستهدف اعادة تأسيس البنية الوطنية بجعل نسيج بنائها من الحوار لتصبح القوى المحركة الوطنية الفاعلة على أساس من الشفافية والمحاسبة والمكاشفة. الآن كيف يتم الحوار الوطني وما الجهات التي يجب أن تشارك فيه وما الغرض من الحوار؟ وكيف يتم استيعابنا للمفاهيم السياسية الأساسية التي تديره وهناك حراك مسلح عنيف يقوم به الارهابيون، فالنفوس مشحونة والعقول موجهة بطريقة خاطئة، اضافة الى أن هناك ثقافة بعيدة كل البعد عن ثقافة مجتمعنا الأصلية حيث ضاعت مفاهيم كثيرة وأصبح هناك استخدام خاطئ لها.. و لعل من أكبر المعضلات التي تعترض نجاح الحوار الوطني أن هناك ممن غاب عنهم الوعي ببعض المفاهيم السياسية. شكلوا رأيهم دون أن تتوفر لهم الحقيقة ، فالمتعارف عليه أن الحوار هو لغة التفاهم بين الأفراد والشعوب المتحضرة ولاشك أنه يصب في مصلحة الوطن ويخدم بقية المكونات الشعبية ويساهم في احلال الأمن والسلم الاجتماعي. وهو ثقافة واعدة بالخير تخدم جميع التوجهات والتطلعات السياسية في احداث نقلة نوعية وجوهرية في العمل والفكر وهذا السؤال الآن: كيف تكون المصالحة الوطنية بحاجة الى تضحية ونية صادقة في التسامح؟ أن نتصالح يعني أن نعي بأهمية الحوار وأهمية الجلوس على طاولته ويكون حوارا من اجل سورية يجريه السوريون لا المسلحون الذين يأتون من كل حدب وصوب، حوار العزة والكبرياء وليس حوار الارتهان لاّراء وسياسات الغير واملاءات الخارج حوارا وطنيا شاملا لحل كافة المشاكل والمعضلات العالقة والأزمات المتراكمة.. حوار التوحد والالتقاء في منتصف الطريق لما فيه خدمة الوطن ووقف التطرف والارهاب . ولعل صهر المبادئ الوطنية في اطار الحوار الشامل سيعيد التوجه الى المسار الصحيح لاحداث جوهر التغيير وغرس ثقافة جديدة تلبي طموحات الشعب في إحداث نقلة نوعية في جميع مستويات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتنموية. اذاً الجلوس على طاولة واحدة لابد يحمل دلالات عديدة من مستوى الحس الوطني الرفيع ويثبت بأن الشعب السوري شعب حضاري أصيل ذو عادات واعراف سامية ولعله طريق شاق وطويل يحتاج الى خبرة وحكمة وصبر وتسامح وتعالٍ عن الجراح لان المحنة الوطنية التي عاشتها سورية أكبر من كل الكلمات، أما من لا يريد الذهاب الى الحوار فهو آخر ما يعنيه حوارنا واتفاقنا ومصلحتنا الوطنية. |
|