تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الترجمـــة تحتضــــر..

ثقافة
الخميس 5-12-2013
 دائرة الثقافة

يبدو ان حال المؤسسات الثقافية في الوطن العربي واحد،فأينما وجهت سهامك وأردت ان تطلع على ما يجري فيها فانك ستجد من حولها بستانا له وكأنهم يطبقون مقولة هذا العراق بستان لنا

او اديروها علينا كما تدار الكاس اقرباء ومعارف لا يفقهون من امورها شيئاً حلوا مكان من يجب ان يكون قادرا على العمل والعطاء الغريب في الامر انه ما أن يأتي مسؤول ثقافي بيده الحل والربط حتى يكون بدأ بتغيير كل ما تأسس على مبدأ أنه وحده المنقذ ويأتي بمن يريد بغض النظر عن الكفاءة والمقدرة حيث شئت انظر في مؤسسات الثقافي العربية فسوف تقع على أخطاء هائلة ومحسوبيات تغتال كل شيء ثقافي ما يجري في المركز القومي للترجمة في مصر ينطبق على كل أحوالنا الثقافية وما نشرته أخبار الادب المصرية حول ذلك هو عين الحقيقة تقول الاخبار \ ذلك استغنت المديرة الجديدة عن أساتذة الجامعة المنتدبين، والذين تكونت لديهم خبرة في عمل المركز، لكي تأتي بأساتذة آخرين من معارفها، ليس لديهم أي نوع من الخبرة، جاؤوا بمراكزهم العالية لكي يتعاملوا بفوقية على الموظفين العاديين، كبارهم وصغارهم، ليكونوا رؤساء لمرؤوسين لا يريدونهم. وهي لا تزال سائرة على الدرب نفسه، لكي تحول المركز القومي للترجمة إلى «سبوبة» لزملائها بجامعة القاهرة، عسى أن ينتخبوها في قادم الأيام عميدة أو رئيسة لجامعتها. هل من المعقول أن ينتدب المركز القومي للترجمة مصححين لغويين من أعضاء هيئة التدريس؟ وهل عندما يصحح عضو هيئة التدريس نصاً يستحق 30 جنيها وعندما يصححه المصحح المحترف يستحق 20 جنيها فقط؟‏‏

وعندما عرض عليها مشروع لتوظيف الشباب بدلا من انتداب الأكاديميين، مع الاستفادة من أساتذة الجامعة في تأهيلهم وعقد دورات لهم، ردت: احنا مش في مؤسسة خيرية. ورغم أن الشباب لهم حق في العمل، خاصة مع زيادة البطالة في البلد إلى أرقام خطيرة، ورغم أن المشروع يقضي باختيار الأكفأ من الشباب ثم تأهيلهم، إلا أن حجة المديرة لم يستطع أن يقف في وجهها أحد، لسبب بسيط، وهي أنها هي «المدير»، وهو الرد الجاهز لكل من يناقشها، يشبه رد فؤاد المهندس عندما لم يصدق أن ماكينته «طلعت قماش» فكان يهتف ويقول «أنا المدير» وينبطح أرضا من فرط النشوة.‏‏

كان من الممكن أن نقبل كل هذا من المديرة الجديدة للمركز القومي للترجمة لو أن لديها رؤية، أو مشروع، أو خطة، أو استراتيجية، ولكنها منذ أن تولت مهمتها والكتب التي تخرج من المركز قليلة للغاية، ويقدر عدد الكتب الجاهزة للطبع بأكثر من 100 ويقال 400 كتاب، بل إنها ألغت اجتماع اللجان الفنية التي تختار الأعمال المترجمة، ربما لكي تعيد تشكيلها بزملائها وأصدقائها.‏‏

إن المركز القومي للترجمة، مهما اختلفنا مع مؤسسه، هو أحد آمال مصر من أجل النهضة الحقيقية. يكفي أن نسترجع مدرسة الألسن التي أنشأها محمد علي ووضع عليها الشيخ رفاعة لكي يسد احتياجات البلاد من المعارف الأجنبية، وكانت مدرسة تنتج الكتب بناء على مسح لاحتياجات التعليم في مصر، وتقوم أيضا بتخريج المترجمين الذين يتقنون اللغات الأجنبية، ومعهم فقهاء وشيوخ يلقنونهم أسرار اللغة العربية. ومدرسة الألسن هي السبب الرئيسي في نهضة العالم العربي كله اعتبارا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولم تبدأ مصر في التخلف من جديد إلا عندما ألغاها عباس ونفي مديرها إلى السودان. والنهضة الثانية التي شهدتها مصر كان وراءها لجنة التأليف والترجمة والنشر التي أنشأها ورعاها طه حسين، وأنشأ معها الألف كتاب، والذي يعتبر المركز القومي للترجمة امتدادا لها. فأين هي رؤية المركز القومي للترجمة التي يمكنها أن تقود نهضة مصر والعرب؟ وأين أنت يا شيخ رفاعة؟ وأين أنت يا دكتور طه، لكي ترى من يخلفونك؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية