|
نافذة على حدث هذه الحرب بصفتها مركبة كان لابد لها من أن تأخذ هذا الوقت أو مايزيد، حسب ماأكده السيد الرئيس بشار الأسد منذ الأيام الأولى لهذه الأزمة، فالبعد الإقليمي والدولي وعملية إفراز وغربلة المواقف وإعادة تموضع واستقطاب وترتيب العالم كان بحاجة لهذا الزمن الذي جذر الوعي الشعبي على مستوى العالم العربي حول مايجري في سورية، وأثبت أن صمود الشعب العربي السوري تحديداً ليس خلبياً أوحالة طارئة، بل هو أكثر رسوخاً من أي وقتٍ مضى رغم كل الآلام، فضلاً عن تبلور قدرة الجيش العربي السوري وازدياد خبرته، ناهيك عن تأكيد وفاء أصدقاء سورية ووحدة المصير، فالمقاومة -على حد تعبير السيد حسن نصر الله- لاتستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي أو يكسر ظهرها، والغبي هو الذي يقف متفرجاً على الموت والحصار والمؤامرة تزحف إليه دون أن يحرك ساكناً.. العاقل المسؤول هو الذي يتصرف بكامل المسؤولية، جاء هذا ليس من موقف ضعف لسورية، بل بعد انتصاراتها الكبيرة الواضحة ما يحمل دلالات ومعاني تجسد قوة مضافة لمصلحة محور المقاومة. إن الرئيس الأسد الذي شكل المشكلة الأساس للخطاب السياسي الأميركي منذ بداية الحرب تحول فيما بعد- في هذا الخطاب- إلى جزء من الحل ثم إلى المحور الرئيس في الحل، وهذا ماعكسته تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أكثر من مناسبة الذي قال إن الشعب السوري هو من سيقرر إذا كان الرئيس الأسد جزءاً من مستقبله أو عدمه، معترفاً بالمكاسب التي يحققها الجيش السوري على الأرض في مواجهة المجموعات المسلحة. إن الإرباك والتخبط الذي تعيشه أميركا حيال خسارة مشروعها في سورية يعكسه إحباطها إزاء انتصارات الجيش العربي السوري في معارك متعددة وفي كل المناطق السورية، في الوقت الذي تحاول فيه إخفاء ذلك الإحباط والمخاوف ولو ظاهرياً من خلال التقليل من أهمية تلك الانتصارات ، ففي حين تحشد الولايات المتحدة طاقاتها لعقد مؤتمر جنيف 2 للحل السياسي، تعلن فيه أنها قدمت دعماً إضافياً مع دول أخرى للمجموعات المسلحة في محاولة منها لحجب المكاسب التي حققها الجيش في الميدان، مايؤكد زج أميركا بكامل أوراقها لزيادة نسبة مكاسبها في التفاوض القادم. |
|