|
مجتمع أريقوا من دماء الطاهرين ما يقابل ما تقبضونه من أسيادكم، فالمسألة بالنسبة لكم ليست أكثر من “مصدر رزق” فهنيئاً لكم بعملكم! أما بالنسبة لنا فكلّ قطرة دم تسيل هنا أو هناك قنديل نستضيء به درب الآتي من حياتنا التي نرسمها بأيدينا وبقناعاتنا تحت سقف الوطن الغالي سورية.. نعم، أصابنا الوجع وعشعش الحزن في زوايا خوابينا وفقدنا أحبةً وخلاناً، لكننا زرعنا كل خلية من أرواحنا وأجسادنا إرادة وتصميماً على تخليص وطننا من رجسكم مهما كان الثمن، ولن تستطيعوا أن تقفوا بيننا وبين رغبتنا بالعيش أعزاء كرماء.. هل قابلكم الأطباء والممرضون وسائقو الإسعاف بدير عطية بالبنادق والرشاشات حتى أشغلتم الذبح فيهم، وهل كان المنطلقون إلى أعمالهم عند كراجات السومرية مدججين بالسلاح حتى فجّرتم حقدكم فيهم؟ هي قناعة يرددها السوريون ومعهم الشرفاء في العالم: الحياة الكريمة تستحق أن يُبذل في سبيلها الغالي والنفيس وإن أي غد لا يتشح بالعزة والكبرياء لا يناسبنا ولا ننتظره، وعلى هذا الأساس جهّزنا أنفسنا للعيش في سبيل وطننا أو الموت فداء له، نحارب على كل الجبهات ونضحّي في كل مكان ونعلم أن عدونا المدعوم خارجياً لن يتوانى عن فعل أي قبيح ولا ننتظر منه أن يعود إلى رشده لأنه لا رشد له والقرار ليس بيده وإنما بيد من يموّله ومن يوفّر له أدوات القتل والتفجير... أما وعدنا لأنفسنا قبل عدونا فهو أن هذه الدماء الطاهرة التي أريقت على الأرض السورية لا تستطيع خطوات الغدر أن تمحو آثارها ولا تستطيع الأيام أن تقذف بها بعيداً عن الذاكرة وهي التي سترسم القصاص العادل مهما طال الانتظار.. القتل خبط عشواء عقيدتهم فليتبعهم من أراد، أما نحن السوريين الحقيقيين فلنا الله ولنا إيماننا بوطننا وقدرتنا المتزايدة على حماية بلدنا، لم ولن نستجدي أحداً ولن نقف إلا مرفوعي الرأس نتذكّر بفخر أولئك الأطهار الذين سبقونا إلى العلا سالكين معراج الشهادة.. |
|