|
ملحق ثقافي
-لأنني زرت عشرات العواصم وتجولت في مئات المتاحف واستمعت إلى آلاف المقطوعات الموسيقية الحية، أحببتك. على مدى سنوات. كانت تقضي وقتاً طويلاً في مكتبه في الجامعة, يسحرها دفئه وتؤنسها كتبه. في غيابه ترد على الهاتف وتستقبل الضيوف, وتستمع أحياناً إلى الموسيقا. هو بدوره بادلها الحبّ والاحترام, ساعدها في كتابة الفصول الرئيسة من أطروحة الدكتوراه، بتقديمه نتائج أبحاثه العلمية الخاصة. يوم الدفاع عن أطروحة الدكتوراه كان مشهوداً. تعرضت لبعض الانتقادات، لكن الأستاذ الكبير استطاع أن يقنع زملاءه بموهبة الباحثة الشابة. انتهت جلسة المناقشة بعاصفة من التصفيق وتقديم التهاني. تقدمت المهندسة التي صارت منذ تلك اللحظة “دكتورة “ من أستاذها لتشكره. مدت يدها مصافحةً, فتلقفها وشدّ عليها بحرارة. نظرت إلى وجهه فلاحظت تجعّداً خفيفا في جبينه, لابد أنه متعبٌ قليلاً. لأول مرة دققت في ملامحه, لقد غزا الشيب مفرقه, ومع أنه أنيق المظهر، لكن ظهره متقوس قليلاً, لم تلاحظ ذلك سابقا. قالت في نفسها: -أحبّ أستاذي وأقدره, لكن يجب أن أتذكر دائما, أنه ملتزم بزوجةٍ أجنبية, وأن ابنته طالبة في كلية الطب, الحمد لله أنني لم أذهب في حبي له أبعد مما ذهبت. قدّمت له، لآخر مرّة، ابتسامةً ساحرةً، ثم سحبت كفّها الصّغير من بين أصابعه الطويلة. خفت منصرفة. |
|