تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تشومسكي : أميركا ... قائدة الإرهاب

دراسات
الأثنين 4/8/2008
غالب حسن محمد

يرى الكاتب الأميركي نعوم تشومسكي أن (إسرائيل) بسياساتها العنصرية الراهنة ماضية إلى زوال, ويدعو إلى تحويلها إلى دولة ثنائية القومية ضماناً لاستمراريتها وأنه لا حل أمامها سوى المساواة بين العرب واليهود لحل مشكلتها.

أما على الصعيد الأميركي والحياة داخل الولايات المتحدة الأميركية فهو يرى أن الاعلام الأميركي يروج لأفكار الحكومات في البيت الأبيض بما يناسبها, في حين شرع هو وكأنه يأخذ على عاتقه فضح أساليب الخداع الإعلامي ومحاولاته الالتفافية للتأثير على الرأي العام ما يجعله كاتباً شديد الخطورة على كبار الكتاب والصحفيين الأميركيين فهو يفضحهم ويحرجهم أمام الرأي العام ويقلل من فعاليتهم وفعالية أساليبهم أمام السلطة.‏

وعلى الصعيد اليهودي فهو يعتبر معادياً للصهيونية, وناقداً لاذعاً سليط اللسان لليبرالية الأميركية, وربما تشاهد في مواقفه الكثير من المشاهد التي كان فيها يمثل الصوت الأقرب إلى العدل تجاه القضايا العربية وهنا يحضرني مشهدان يجب التوقف عندهما.‏

أولاً: المجازر الإسرائيلية في صبرا وشاتيلا.‏

ثانيا: الموقف من غزو العراق عام .2003‏

في عام 1982 كتب نعوم تشومسكي ليعود بالقارئ الأميركي إلى ما قبل أحداث أيلول من ذات العام باحثاً عن مسؤولية الولايات المتحدة المباشرة عن مجازر صبرا وشاتيلا فيكشف لمن كان لا يزال مراهناً على حياد الولايات المتحدة الأميركية أن إدارة البيت الأبيض هي التي أعطت الاجتياح الصهيوني للبنان الضوء الأخضر وهي من برر دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية أنه (محدد ووقائي).‏

كما أن كل ما حدث ويحدث داخل الكيان الصهيوني حتى الآن قد ختم بموافقة أميركية أو على الأقل حمته الحكومات الأميركية وإذا كانت الإدارة الأميركية قد غدرت بالمدنيين العزل في صبرا وشاتيلا فهل ستنجح اليوم في أن تضمن عملية سلام عادلة في الشرق الأوسط? وكيف يمكن أن تكون راعية محايدة بين العرب والصهاينة في المفاوضات وهي من أعطى الضوء الأخضر لغزو لبنان ورفضت قرارات الأمم المتحدة التي تستنكر الأعمال الصهيونية الإرهابية?‏

أما فيما يتعلق بالموقف من غزو العراق فقد صرخ نعوم تشومسكي عالياً مندداً بالغزو قائلاً: إن الآلة العسكرية الأميركية ذهبت إلى العراق لتدمر لا لتعمر وتنفذ وذلك تحت حجج واهية وكاذبة في العراق.‏

ويحمل تشومسكي على الدوام دعوة لمواطنيه الأميركيين لكي يتحملوا المسؤولية الأخلاقية للتخفيف من المخاوف الدولية وفتح الطريق أمام المستقبل الإنساني بقبول الآخر لا بنفيه.‏

وفيما يتعلق بتوصيف الحالة التي أطلق عليها البعض كراهية المشرق الإسلامي للغرب المسيحي التي روج لها الإعلام الأميركي والتي تبلورت بسؤال: لماذا يكرهوننا?‏

يقول نعوم تشومسكي: إنهم لا يكرهوننا نحن ولكن يكرهون سياسات حكومتنا وهذا أمر مختلف كل الاختلاف, إنهم يكرهون سياساتنا التدميرية المتوحشة ويكرهون مبادئ الإبادة من خلال تكنولوجيا الموت التي جرت في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان, ويكرهون القنابل ذات اليورانيوم المنضب ناهيك عن المشروعات الاستعمارية.‏

في الختام يرى تشومسكي أن أميركا قائدة للإرهاب الدولي في العالم, ويتساءل عن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة تحت عدة مسميات وأهم هذه المسميات (الحرب على الارهاب) كما تطلق عليها واشنطن والتي استخدمتها كغطاء حقيقي لتحقيق أجندة أقل ما يقال عنها (وحشية) فهل هي حرب ضد الإرهاب..?!‏

إنها ليست حرباً ضد الإرهاب فأميركا نفسها قائدة للإرهاب في العالم فقد أدينت من قبل محكمة العدل الدولية بدعم الإرهاب في العالم ولديها سجل حافل بذلك لا يخفى على أحد.‏

ولطالما ظلت هناك مظالم حقيقية وشعوب مقهورة وحقوق مسلوبة, وطالما تعامل البشر بازدراء وتحقير, وتسرق ثرواتهم فإن الفعل الطبيعي والرد المناسب سيكون المقاومة التي تسميها الولايات المتحدة (ارهاباً) والمرارة التي خلقتها العلاقة الصهيونية الأميركية للعالم بأجمعه, وللعرب والمسلمين بشكل خاص سوف تؤدي بالضرورة إلى نهاية الوجود اليهودي في العالم كحركة عنصرية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية