تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رجال ينافسون النساء في الموضة

آدم
الأثنين 4/8/2008
ميساء العجي

المفهوم السائد حالياً في العالم للموضة الجديدة هو غرابتها وخروجها عن المألوف والمعتاد... وقد يكون ذلك مقبولاً عند بعض الأفراد وعند البعض الآخر يصبح مخجلاً والسبب بذلك هي مجموعة العادات والتقاليد والقيم..

ونجد الموضة اليوم بنظر الشباب هي التمرد على كل شيء بداية من الكلام إلى الملابس وصولاً إلى الشخصية نفسها ولم يعد اليوم عالم الموضة مقتصراً على المرأة بل تعداه إلى الرجل فأصبح الرجل يرتاد عيادات وصالونات التجميل أكثر من السيدات أنفسهم..‏

ونتساءل عن تأثير الموضة على الشباب ومدى تقبل المجتمع لها وأسباب انتشارها لدى البعض أكثر من البعض الآخر ونجد العديد من الشبان يقومون بمنافسة النساء على كل ما هو جديد بعالم الموضة.‏

وائل الحسون يقول :إن العصر الذي نعيشه يتطلب منا المبالغة في كل شيء سواء في الملابس وكذلك الاكسسوارات والأحذية وأيضاً العطور.. إلا أن مراعاة الميزانية أمر هام جداً بالنسبة لي فإن كانت تسمح فالمجال أمامي مفتوح..‏

والناس كلهم أصبحوا يحترمون كل صاحب ذوق رفيع ومرتد ي ملابس آخر موضة كذلك يعتقدون أن قراراته كلها صائبة وتفكيره سديد ورزين وأن كل ما يقوله صحيح ولا يوجد أي شك بحديثه والسبب بذلك أن هؤلاء الأشخاص يجهلون معنى كلمة الموضة والتغيير...‏

غياث المحمد طبيب أسنان يقول: بالفعل لقد انتشرت في بلادنا في المرحلة الأخيرة مواد التجميل الخاصة بالرجال بحيث أصبح بمقدور أي شاب يهتم بشكله وبأناقته وبالموضة اليوم أن يستخدم العديد من مواد التجميل الخاصة بالشباب..‏

أصبحنا نرى شباناً يضعون واقياً شمسياً وكريماً ليلياً دون أن يتوانوا عن وضع الماسكات لتقشير البشرة ويرتادون صالونات التجميل لتنظيف بشرتهم.‏

وبين غياث أن لوسائل الإعلام الدور الكبير بالترويج لمواد التجميل بالنسبة للشباب حتى أصبح الشاب يستخدم كافة وسائل وكريمات التجميل مثله مثل الفتاة تماماً, فهل يا ترى لهذه المواد فائدة طبية مرجوة أم أنها مجرد سلع تجارية يتم بيعها والاتجار بها تحت اسم الجمال والأناقة وأضاف إن كان حقاً لهذه المواد أي فائدة على الوجه وعلى البشرة فإنه من الممكن استخدامها أما إن كانت فقط للموضة فهو لا يحبذ استخدامها..‏

حسام بكري يقول إن الموضة هي كل شيء جديد وحديث يطرح في الأسواق كافة سواء كانت المحلية أو العالمية من ملابس واكسسوارات وتسريحات شعر وصبغات وألوان وكذلك موديلات أحذية كلها تهتم بها الفتاة وذلك لأن المرأة بشكل عام تهتم بالجمال والأناقة لكافة المناسبات دون استثناء.‏

وقال حسام إن الموضة ليست مقتصرة على الفتيات فحسب إنما أيضاً يجب على الشباب معرفة كل ما هو جديد بالموضة ومتابعة كل ما هو حديث ومتطور وذلك بهدف الوصول للتميز والظهور أمام الآخرين فالمظهر العام والشكل الجميل لأي شاب يعكسان شخصيته وكذلك يظهر شخص ذو أسلوب حضاري لذلك نجد أن الناس كافة تعتقد أن كل شخص أنيق موجود بين مجموعة من الناس هو أنيق بأسلوبه وحضاري بتفكيره وكذلك حديثه عندما يتحدث مع الآخرين بأي موضوع كان وبأي قضية.‏

ما رأي اختصاصية التجميل‏

اختصاصية التجميل سهير سليمان تقول إنه من الصعب أن تتناسب مساحيق التجميل مع الشباب لكنهم قد يستفيدون من بعضها وذلك بطريقة منطقية كاستخدام كريم العناية بالبشرة ضد أشعة الشمس أو يستفيدون من الكريم المرطب للبشرة الجافة أما أن يستخدم بعض الشبان كحلاً لعيونهم أو يقومون برسم حواجبهم أو نجد بعض الشباب يضعون أحمر الخدود أو أحمر الشفاه فهذه هي المشكلة.‏

وبالطبع لا أنكر أنه يأتي لمركزنا بعض الشبان ويسألون عن أحدث الكريمات للموضة أو عن مقشرات البشرة وكذلك يستفسرون عن أجمل ألوان البودرة لهذا الموسم... وأنا كخبيرة تجميل أقوم بتقديم المعلومات التي يبحثون عنها..‏

مع كل ذلك لا أستطيع تقبل منظر شاب يقوم بتقشير وجهه أو بنفخ خدوده أو شفاهه.. فهل يا ترى تطور الموضة وانتشارها بشكل واسع بين الشباب سيجعل هذا المنظر أمراً طبيعياً.‏

رأي علم النفس‏

الباحثة فريال عبد ربه تقول: إن بعض الأشخاص يعتبرون الموضة شيئاً من الانحراف وهي بعيدة كل البعد عن القيم والعادات والتقاليد معتبرين أن من يسر حسب الموضة شخص منحرف ولديه نقص في شخصيته.‏

إلا أننا في الوقت نفسه نجد العديد من النساء يتابعن الموضة بكل جوانبها من ملابس وإكسسوارات وألوان ونفخ وشد وتنحيف وغدت بعض الفتيات والنساء يستخدمنها بسبب نقص أو عيب في جسمهن.‏

أما اليوم فقد أصبحت الموضة تياراً جارفاً لا يستطيع أحد أن يقف أمامه والسبب الرئيسي بذلك وسائل الإعلام عبر شركات الإعلان والدعاية التي تمثل قوة مؤثرة لها أهداف وغايات معينة فهي توثر على الفرد فيسير بهذا التيار لا حول له ولا قوة وتضيف عبد ربه: إننا نجد بالوقت نفسه أن البعض يقف بوجه هذا التيار ولا يختار إلا المناسب منه وذلك بما يتناسب مع عمره وعائلته ووضعه الاجتماعي وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على اكتمال الشخصية ونضوجها.‏

والسبب بذلك أن للموضة أضراراً مادية واجتماعية إلى جانب فوائدها الكثيرة وأهمها أنها تجعل الفرد شاباً ولفترة طويلة, إلا أن الشخص الذي يختار على ضوء قناعات وأفكار فإنه إنسان واقعي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية