|
آدم لكن أن يشكو الرجل من اضطهاد زوجته , فهذا هو المستور الذي نحن بصدد كشفه الآن , ومن خلال مصارحات أزواج يسيرون على نهج جدهم الأكبر سقراط , الذي كان يروي عن زوجته /اكزانتبي/ أنها كانت تتلذذ بمضايقته واضطهاده . لم تتغير حال الأزواج كثيراً عن أيام سقراط ... إذ يجد البعض منهم نفسه مجبراً على احتواء الميول السلطوية والنزعات التحكمية لدى (المدام) والقبول بما يترتب عليها من أحكام عجيبة وغريبة تهدف إلى سلب حقوقه ومصادرة حريته . وقبل أن تلوي الزوجات شفاههن دهشة أو استنكاراً فإن نظرة عن قرب إلى واقع الحال تنبئ بأن في الكواليس الخلفية للحياة الزوجية .. ضحية هي الرجل ... والمهم هو الوقوف عند حدود الطرافة وعدم تجاوز بوابة الألم .. ولنستمع لما يقوله بعض الأزواج عن اضطهاد زوجاتهم لهم ... من وجهة نظر أبوسمير: فإن مشوار السوق بصحبة زوجته هو الاضطهاد بعينه , فهي تتسوق بتمهل وروية لم أرَ مثلهما ... ولا تشتري إلا بعد بحث وتقص ومقارنة بالأسعار فهي تتسلى أثناء التسوق . وأنا أتقلى وأشم رائحة أعصابي وهي تحترق ... وأعتقد أن المرأة تفترض أن زوجها يستمتع بوجوده في السوق مثلها هذا إذا افترضنا حسن النية ... والأرجح أن سوء النية هو الغالب فهي تدرك حجم المعاناة التي يلاقيها الرجل في مشوار السوق لذا تصر على اصطحابه تنكيلاً بأعصابه وإمعاناً في تعذيبه, ولا تقبل أي مبررات لعدم ذهابه معها . أماحبيب مصطفى فهو يحذر من مرض جديد اسمه / رهاب الزوجات/ مشيراً إلى أن أطوار الزوجات تزداد غرابة يوماً بعد يوم , وعمليات الاضطهاد المنظمة ضد الأزواج هي معاناة كل يوم , يقول : كل يوم اضطر إلى مجاملتها خاصة عندما تقدم لي الطعام رغم أنها لا تجيد الطهي .. أشعر كما لو أنني أتعرض لكوارث بيئية كلما اضطررت لتناول طعامها .. فهي تغريني بابتسامة و(كُلّ يا حبيبي) وقل رأيك بصراحة .. فآكل وأمتدحها لأنني إذا أبديت ملاحظة عن نقص في النكهة أو الطعم ثارت وأرعدت ويا ويلي من لسانها السليط .. وعموماً الزوجة هي الشخص الوحيد الذي يطلب رأيك بصراحة , ويرفض أي لون من ألوان النقد ... متبنياً الرأي ذاته يؤكد عيسى خرموش أن كل الأزواج ضحايا هذا اللون من الاضطهاد الذي يبدأ في المراحل الوردية من الحياة الزوجية من باب المجاملة أو الأدب الزائد , وأحياناً من قبيل التشجيع وجبر الخاطر لكن سرعان ما تعتاد الزوجة هذا الأسلوب , ويتبين للزوج أن المجاهرة برأيه ليست خروجاً على أصول اللياقة واللباقة والمجاملة فقط , بل مغامرة يصعب الإفلات من عواقبها . سبع سنوات من الزواج كانت كافية لترويض المهندس سليم المصري وجعله يرفع شعار (إن الزوج العاقل هو الذي يتحمل مسؤولية الخطأ ) حتى لو لم يكن هو مرتكبه ويفسر ذلك قائلاً : إن الزواج أقسى اختبارات الصبر فالزوج ملزم باحتواء الحالات المزاجية والنفسية التي تتعاقب على زوجته , فهي متذمرة تميل إلى إسقاط مشكلاتها على زوجها واختزال متاعبها في شخصه , فتجعله مسؤولاً عن كل خلل في الكون , وهي تبرمج ردود أفعال تستهدف زوجها بحجة أنه أقرب الناس إليها وهو الوحيد المكلف بتحملها ... بزفرة حارة يقول أبولؤي : ولكن مثلي لا يذاع له سرّ, نعم أنا مضطهد فزوجتي تصادر حرياتي الشخصية وتدس أنفها في تفاصيل حياتي وتعتبرني ملكاً خاصاً لها , تتحكم بذوقي في اللباس والطعام , وتركبها العفاريت إذا رأتني مسترخياً .. وهذا غيض من فيض .. وأرجوكم لا تنشروا اسمي لأنني لا أريد مشكلات مع المدام. أما إياد فيؤكد أن بعض الزوجات يعاملن أزواجهن وكأن الواحدة تدفع لزوجها أجراً في آخر الشهر (يقول): إن الزوجات من هذا النوع تحترف اضطهاد الرجل وتحوله إلى شخص متعدد المهارات فهو سائقها الخاص وعامل الصيانة في المنزل وجليس أطفال ... وأنا شخصياً لا أمانع أن تستغلني زوجتي من حين لآخر , فقليل من الاستغلال كافٍ لإرضاء غرور الرجل وإشعاره أن زوجته دائماً في حاجة إليه . ومن باب الفضول نسأل : هل يشكو الرجال اضطهاد زوجاتهم في جلساتهم الرجالية, وهل يألفون هذا اللون من الفضفضة ?? يعترف جهادعازر بأن : الشكوى من اضطهاد الزوجات واستغلالهن لأزواجهن ليست مدرجة فحسب ضمن قائمة الحوارات الرجالية بل تأتي في المرتبة الثانية بعد كرة القدم , من ناحية أكثر الموضوعات تداولاً. ويتفق معه الدكتورعبدالله حمودة ويقول : الأزواج يفضفضون مثل الزوجات وربما أكثر , لكن كرامة الرجل تأبى أن يُظهر نفسه بموقع الطرف الأضعف , لذلك تأخذ الفضفضة طابعاً كوميدياً ساخراً , إلا أن أحداً من الحضور لا يستطيع أن يخفي تأثره. وبعد هذه المساحة من الحرية في رشق الاتهامات للزوجات أعتقد أن على الرجال تقديم الشكر لهن فباضطهادهن للأزواج يتحول هؤلاء إلى فلاسفة كجدهم سقراط ..!! |
|