على الرغم من التزام إيران بالاتفاقيات الدولية وانضمامها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثلها مثل جميع دول المنطقة بخلاف اسرائيل التي ترفض هذا الانضمام وتنفرد بالاستحواذ على السلاح النووي الذي يشكل تهديداً خطيراً على المنطقة والسلم العالمي . يخطئ من يعتقد أن الحملة الغربية الشعواء على إيران بشأن ملفها النووي تستهدفها لوحدها بل تهدف منع أي دولة في المنطقة مستقبلاً من الاستحواذ على الطاقة النووية السلمية ومحاولة الدول الغربية منع إيران من حقها في التخصيب المضمون في الشرائع الدولية يؤكد هذه الحقيقة. إن المساواة في الاستخدمات السلمية للطاقة النووية في المنطقة مرهون إلى حد كبير بنجاح إيران في التمسك بحقوقها وعدم الارتهان للخبرات الغربية أو الانجرار ورا ء عروض تنال من هذه الحقوق وتحرم إيران من الاعتماد على نفسها في عمليات التخصيب . ويجب أن لايغيب على أحد أن أي اتفاق ستوقعه الدول الغربية وأميركا مع إيران سيتم تعميمه على المنطقة وبالتالي يفترض من الجميع المطالبة والتمسك بالمساواة في تطبيق الحقوق النووية للأغراض السلمية , لاسيما وأن جميع الباحثين والعلماء يؤكدون بأن الطاقة النووية ستكون البديل النظيف للنفط في المستقبل المنظور, إضافة إلى استخداماتها الواسعة في جميع المجالات . المشكلة أن الدول الغربية التي تضغط على إيران مستمرة بلعب سياسة مزدوجة وخطيرة في الإطار النووي ,فهي تتحدث عن خطورة البرنامج النووي الإيراني السلمي وتغض النظر عن الأسلحة النووية الإسرائيلية التي من المفترض أن تكون هي الشغل الشاغل للمجتمع الدولي, الأمر الذي يؤكد النوايا الغربية بحرمان دول المنطقة من حقوقها في الطاقة النووية. إن أي خطوة لاتأخذ في الحسبان قضية إخلاء منطقة الشرق الأوسط بالكامل من الأسلحة النووية إضافة لقبول جميع دولها بالخضوع لعمليات التفتيش ستكون قاصرة وعديمة الجدوى ,ولو أن الدول الغربية وأميركا تتعامل بمساواة في الإطار النووي لكانت قبلت المشروع الذي قدمته سورية في مجلس الأمن لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ,ولكن واقع الأمر أن هذه القوى تتعامل بازدواجية مع هذا الملف وتكرس وسائلها السياسية والاقتصادية لتصعيد الأزمة التي تثيرها إسرائيل ضد إيران.‏