|
سانا - الثورة
وشدد اللحام في كلمته أمس أمام الجمعية البرلمانية الآسيوية التي تعقد مؤتمرها السابع بمدينة لاهور الباكستانية على أن جميع التنظيمات الإرهابية في سورية ولدت من رحم المجموعات المسلحة التي دعمها الغرب وسلحها ومولها خلال السنوات الأربع الماضية . الإرهاب بات يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين كما دعا اللحام إلى حشد الجهود في مسار محاربة الإرهاب وفق استراتيجية شاملة وبمشاركة الجميع مشيراً إلى أنه ليس هناك من قضية تستحق أن تكون بندا رئيسيا على جدول أعمال الجمعية أكثر من قضية الإرهاب الدولي الذي يتمدد كالسرطان في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في سورية والعراق وجوارهما. وقال اللحام : قبل عام نقلنا من على هذا المنبر تحذير الحكومة السورية للعالم أجمع من أن ما تقوم به بعض الدول التي تختلف سياسياً مع سورية وما تقوم به بعض دول الجوار من دعم لمجموعات إرهابية مسلحة متطرفة وتسهيل عبورها إلى سورية سيدخل المنطقة والعالم في نفق مظلم ويؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط على مدى عقود طويلة مشيراً إلى أن سورية قرعت جرس الإنذار أكثر من مرة وفي أكثر من منتدى دولي للتنبيه من الكارثة التي تحشد لها تنظيمات إرهابية مدعومة من دول إقليمية وغربية باتت معروفة للجميع بعد أن تفلتت هذه التنظيمات من قيود الدول الداعمة لها وأصبحت خطراً ليس على سورية والعراق فحسب بل باتت تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين. ولفت اللحام إلى تضاعف الإرهاب وازدياد جرائم الإرهابيين وتوسع المساحات التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية بعد عقد ونصف العقد من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة تحت مسمى محاربة الإرهاب متسائلا إلى متى يبقى العالم يسير في الاتجاه الخاطئ أسير السياسة الأمريكية التي لم تجلب للعالم سوى الويلات والدمار وإلى متى تبقى شعوب المنطقة تدفع ثمن السياسات الأمريكية التي ساهمت في خلق بؤر التوتر وزادت من تمدد الإرهاب . وأشار إلى ضرورة التنبيه من مخاطر استمرار تجاهل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي لقرارات مجلس الأمن الدولي بدءاً بالقرار 1373 وليس انتهاء بالقرارين 2170 و2178 التي تؤكد جميعها ضرورة التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة المقاتلين الأجانب ومنع عبورهم الحدود. وحذر اللحام من محاولة بعض الدول استغلال هذا التحالف لضرب البنية التحتية في سورية وفرض مناطق حظر طيران وغير ذلك من توجهات خبيثة ليس الهدف منها محاربة الإرهاب بل محاربة الدولة السورية والجيش العربي السوري الذي يواجه الإرهاب منذ أربع سنوات تقريباً نيابة عن العالم أجمع مشيرا في هذا الصدد إلى شروط الحكومة التركية للدخول في التحالف المزعوم . وقال رئيس مجلس الشعب الكل يعلم أنه لولا التدخل الغربي ودعم المتطرفين في سورية والعراق من قبل دول معلومة تحت حجج واهية وشعارات مفضوحة لما تمكن تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان من التمدد إلى هذا الحد . أي حل سياسي يجب أن يقترن بتحرك حقيقي ونوايا صادقة لمواجهة الإرهاب وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل اليوم مع حلفائها على تمرير مشروع خبيث تحت ستار محاربة الإرهاب ومقاتلة تنظيم داعش الإرهابي وهو مشروع يندرج في إطار تدريب وتسليح ما يسمى المعارضة المعتدلة لكن الوجهة الحقيقية لهؤلاء هي محاربة الجيش العربي السوري منوها بالتحركات الدولية الحميدة وجهودها لتخفيف حدة القتال في سورية وتوفير أجواء تستطيع معها الجهود الدبلوماسية أن تستعيد زخمها لجهة إطلاق حوار بين الأطراف السورية ومن تلك الجهود قيام مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بزيارة دمشق وطرح مبادرة تجميد القتال في بعض المناطق السورية انطلاقاً من مدينة حلب. ولفت اللحام في هذا الإطار إلى جهود جمهورية روسيا الاتحادية من أجل إعادة إحياء مسار الحل السياسي عبر جمع الأطراف السورية كافة إلى طاولة الحوار بما يمكن من وضع أساس لحل قابل للتطبيق علما أن سورية أعلنت ترحيبها بأي جهد صادق يهدف لإنهاء نزيف الدم السوري لكن دون أن يكون ذلك على حساب وحدة سورية وسيادتها. وأكد أن أي حل سياسي لا يمكن أن يكتب له النجاح ما لم يقترن بتحرك حقيقي ونوايا صادقة لمواجهة الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف الذي تحشد له قنوات إعلامية عربية تبث الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد وتموله منظمات وحكومات في المنطقة وخارجها مشددا في الوقت ذاته على أن هذا التحرك ينبغي أن يبدأ بممارسة الضغط على الدول التي تمول وتسلح التنظيمات المسلحة في سورية من أجل التوقف عن دعم الإرهابيين والمتطرفين وأن يتم ضبط الحدود أمام المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون عبر الحدود التركية بتسهيلات مفضوحة. الحرب على الإرهاب لن تنجح ما لم يتم التنسيق والتعاون مع الحكومتين السورية والعراقية ورأى اللحام أن الحرب على الإرهاب في سورية مهما حشدت لها القوى الغربية الكبرى لن تنجح بدحره واجتثاثه ما لم يتم التنسيق والتعاون مع الحكومتين السورية والعراقية في إطار قرارات مجلس الأمن بعيداً عن المصالح الآنية الضيقة التي تنشغل بها بعض الحكومات مشيرا إلى أن الحرب على الإرهاب اليوم هي حرب القيم الحضارية في مواجهة قوى الشر والظلام فإن استطعنا وقف هذه القوى والقضاء عليها استطعنا أن نصنع مستقبلاً أفضل لشعوبنا وأطفالنا وإلا فإننا نسلم المستقبل لقاطعي الرؤوس وحملة السواطير. وختم اللحام كلمته بالقول إن الإرهاب العابر للحدود لا تنجح معه جرعات هنا وهناك وضربات جوية غير معلومة الأهداف بل يحتاج إلى مواجهة شاملة وقاعدة قانونية لمحاربته موجودة في قرارات مجلس الأمن معربا عن تقديره لجمهورية باكستان والجمعية الوطنية الباكستانية بمجلسيها الشيوخ والنواب على الجهود المبذولة لاستضافة المؤتمر متمنيا التوصل إلى قرارات وتوصيات تسهم في تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الآسيوية وتنسيق المقاربات بين الحكومات الآسيوية لمعالجة القضايا التي تهم القارة وشعوبها. وكانت أعمال المؤتمر العام السابع للجمعية البرلمانية الآسيوية انطلقت أول أمس في لاهور بباكستان بحضور ومشاركة نحو أربعين شخصية برلمانية من خمس وعشرين دولة آسيوية وتضمنت فعاليات اليوم الأول لأعمال المؤتمر إقرار جدول الأعمال العام والتوصية في مشاريع القرارات المقترحة من اجتماع المجلس التنفيذي الأول الذي انعقد العام الماضي في إسلام أباد كما تم اعتماد 19 توصية تتعلق بتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية على المستويات الحكومية والبرلمانية والمؤسساتية في مجالات الثقافة والسياسة والاقتصاد والأمن والطاقة والتغير المناخي والكوارث الطبيعية وحل القضايا العالقة إلى جانب مكافحة الإرهاب والتطرف إضافة إلى الاتفاق على تأسيس أمانة عامة للجمعية البرلمانية الآسيوية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد ومن المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر حتى الثالث من كانون الأول الجاري. إلى ذلك بحث اللحام مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني والرئيس الحالي للجمعية البرلمانية الآسيوية سيد ناير حسين بخاري العلاقات الثنائية بين سورية وباكستان وسبل تطويرها في جميع المجالات. وناقش الجانبان خلال اللقاء الذي عقد على هامش أعمال المؤتمر العام السابع للجمعية البرلمانية الآسيوية الوضع في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الحرب الإرهابية على سورية والعراق حيث أكد اللحام ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة التطرف والعنف والإرهاب بما ينسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. من جانبه أعرب رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني عن أمله بأن يتمكن الشعب السوري من تجاوز المحنة التي تتعرض لها سورية مؤكداً دعم باكستان لجهود المصالحة الوطنية التي تقوم بها الدولة السورية |
|