|
أبجد هوز فمنذ أن أصبحت المادة العزيزة على قلوب (ربات المنازل) على البطاقة (ومحسوبكم عم يدبر راسو) من قلة الوقت وعدم انطباق مواعيد التوزيع على برنامج عملي وظروف بيتي الذي أخرج منه من الصباح حتى المساء. وبقيت في خوف وريبة وأنا أراقب كل يوم قوة نبض الغاز تحت الطناجر والأباريق، وأنا أدعو ألا يصيبني ما أصاب جاري... فقد شعرت وأنا في الطريق بخفة وزن الجرة.. لكن خفتها كانت مريحة لجسدي النحيل لذلك نظرت بإيجابية للأمر وقلت (الغاز هالأيام خفيف بفعل عوامل الجو). المفاجئ في الأمر أن نبض الجرة دام عشرة أيام وهو على ما يرام.. وفي عزومة تلك الليلة الباردة والمظلمة (عزومة قسرية طبعاً) نفدت الجرة وخف نبضها ونشف ريقها.. فعرفت حينها أني من أصحاب (الجرة بـ تنتين). بعض معتمدي الغاز المنزلي ونقله تفننوا بعملية غش واحتكار (الجرة) والاتجار بها بطريقة غير مشروعة لا تخطر على بالي وبالكم المشغول بتأمين هذه المادة الأساسية. هؤلاء المعتمدون كانوا يقومون بنقل الاسطوانات المخصصة إلى مستودعاتهم قبل التوزيع وتفريغ الغاز من ضمنها في اسطوانات فارغة بحيث تصبح كل اسطوانة (اثنتين) ويتضاعف عدد الاسطوانات بنصف الوزن النظامي وتفرخ لهم كل جرة، جرة إضافية يعاد بيعها ثانيةً بسعر السوق السوداء. فما هي العقوبة التي تقترحها أخي المواطن بحق هؤلاء حتى لا يصيبك ما أصابني ويخرج ضيوفك (خفيفو الظل) من دون عشاء وهم يرتجفون من البرد والجوع في ليلة باردة من ليالينا الحالمة بموقد ناري وفير وجرة ممتلئة من العيار الثقيل... |
|