|
مابين السطور نعم لقد خسر منتخبنا وبصعوبة في هذه المباراة التي كان الفوز فيها سيقربنا من الأولمبياد، ولكن هكذا هي الرياضة وكرة القدم فوز وخسارة، وكرة القدم تحديداً وكما يُقال تعطي من يعطيها، ولهذا نقول إن منتخبنا خرج من البطولة لا لأن كادره الفني لم يُعدّه بشكل صحيح، ولا لأن المدرب لم يقرأ المباراة جيداً، ولا لأن اللاعبين أضاعوا الفرص، بل هي مجموعة أسباب يأتي في مقدمتها ضعف الأساس، ونقصد بهذا أن بناء اللاعب في الأندية لا يتم بالشكل السليم من كل النواحي البدنية والذهنية والمهارية وغير ذلك. وليس غريباً على أحد أن أنديتنا عموماً لا تهتم بالقواعد الاهتمام الصحيح، والمشكلة ليست غياب فرق القواعد أو قلّتها، بل في طبيعة الاهتمام، حيث يوكل أمر هذه الفئات إلى مدربين مغمورين وبلا خبرة، مع غياب المشرف العام الذي يجب أن يكون ويتابع ويرسم خطط البناء للجميع. ويزيد الأمر سوءاً أن الأندية عموماً أيضاً تفتقد للبنية التحتية وأساسيات العمل من ملاعب كثيرة جيدة، وتجهيزات متنوعة وكافية، فإذا توفر عامل من عوامل العمل والنجاح افتقدنا لعوامل كثيرة. وفي حديث الإعداد البدني لم يعد هناك من يسمّون بالكشافة، وهؤلاء فنيون كانوا قديماً ينتشرون في الأحياء الشعبية ليصطادوا الموهوبين ورفد الأندية بهم، وهؤلاء الكشافة كانوا ينتقون اللاعبين ويقسمونهم ما بين الحراسة والدفاع والوسط والهجوم بحسب الموهبة والبنية، بينما اليوم لا نرى لاعبي دفاع بقامات وإمكانات كبيرة على سبيل المثال. وما تفتقده كرتنا وبشدّة الإعداد النفسي والذهني للاعبين، إذ بات معتاداً ألا يعرف اللاعبون كيف يتعاملون مع ظروف المباريات سواء عند التقدم بهدف أو التأخر، وغالباً ما يرتبكون عند التأخر، بينما لا يعرفون كيف يحافظون على التقدم بالتراجع للدفاع وبشكل غير منظم ومدروس. ما سبق يحتاج إلى وقفة من اتحاد اللعبة وبالتنسيق والتعاون مع الأندية، وإلا فستبقى منتخباتنا تعاني رغم كثرة المواهب، والمدربون الأجانب لا يستطيعون حل هذه المشاكل الأصيلة، إن لم تكن هناك خطط ليكون البناء سليماً بالأساس. |
|