تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الياقات الزرق

الكنز
الاثنين 18/8/2008
حازم شعار

أجدادنا واباؤنا وحتى الكثيرون من أبناء جيلنا لا يزالون ينظرون الى نوع المهنة التي يحلمون بها لأبنائهم بطريقة تقليدية أكل عليها الدهر وشرب , في الوقت الذي يجب أن تقترن هذه النظرة باحتياجات سوق العمل تماشيا مع تطوره المستمر .

ومن المسلمات الاقتصادية القول : إن لكل زمان شرطه الاقتصادي الذي يستدعي نوعا معينا من القوى العاملة, ففي الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي كانت الصيدلة والطب والمحاماة من ألمع المهن في المجتمع وكان الجميع في أمس الحاجة لها أمام صعوبة الوصول اليها اما الان وقد انتشرت هذه المهن بأرقام فلكية لا تزال تشكل هدفا ان لم نقل حلما للكثيرين .‏

بينما الشرط الاقتصادي الحالي يحتم علينا توجيه سوق العمل ليتعاطى مع مفرزات جديدة من ذلك الشرط وفي طليعتها التقانة واللغات واصحاب الياقات الزرق من المهنيين حتى ان دخول البلاد في نهج اقتصاد السوق الاجتماعي والاندماج بالاقتصاد العالمي استدعى ايضا وجود شرائح من العمالة لم يكن لسورية عهد بها وبالأخص القطاعات التي كانت حكرا على الدولة واصبحت متاحة امام القطاع الخاص كالمصارف والتأمين والاعلام ...‏

صفوة القول : لكل زمان مهنه ومهاراته وعلى الاباء ان يربطوا احلامهم الوردية لمستقبل أبنائهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل وفي الوقت ذاته ان تراعي الحكومة احتياجات سوق العمل في المناهج التعليمية حتى لا تبقى الشهادات في واد وسوق العمل في واد اخر مختلف‏

h_shaar@hotmil.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية