تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نحو عالم متعدد الأقطاب

البقعة الساخنة
الاثنين 18/8/2008
أحمد ضوا

عجلت الازمة بين روسيا وجورجيا في الاعلان عن نظام دولي جديد متعددالاقطاب كان يتكون ببطء ولكن الحرب في القوقاز فتحت الباب واسعا أمامه بفعل التطورات بين طرفي الازمة من جهة وتداعياتها على الساحة الدولية من جهة اخرى .

الرئيس التركي عبد الله غل اصاب كبد الحقيقة بقوله لصحيفة الجارديان البريطاني, ان الحرب بين روسيا وجورجيا في اوسيتيا الجنوبية تكشف ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تشكل السياسة الدوليةوحدها , ولذلك فإن ما يجب أن نفعله بدلا من التصرفات الفردية هو العمل معا .. والتشاور مع العالم .‏

الحقيقة ان الموضوع لا يقتصر فقط على تشكيل السياسة الدولية بل إن السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة في العقد الأخير وضعت العالم على شفير الهاوية وأدت الى فقدان الأمن والاستقرار في أجزاء كبيرة وبالتالي تهديد الأمن والاستقرار الدولي وأسهمت ادارة بوش خلال السنوات الثماني الماضية من خلال تعاملها المزدوج والمتغطرس مع القضايا والأحداث العالمية في بروز توترات عالمية جديدة من الصعب تلافي عواقبها وتداعياتها في فترات قصيرة.‏

والمشكلة الأكبر أن محاولة تفرد الولايات المتحدة في صناعة الأزمات والحروب لا تستمر في إيجاد الحلول لها بل تورط المجتمع الدولي عبر المنظمة الدولية في ايجاد حلول لها بعد استفحال هذه المشكلات والتطورات كما حدث في العراق وافغانستان الأمر الذي شكل تهديداً مستمراً للاستقرار الدولي وفتح الباب لاتساع ظاهرة الارهاب , وأوجد شروخاً في عمل المنظمة الدولية اضافة لإضعاف الثقة بدورها على المستوى العالمي.‏

إن اعلان حلفاء الولايات المتحدة قبل خصومها الانزعاج من سياساتها وفشلها في قيادة العالم يستدعي من الدول الفاعلة التحرك للضغط عليها لإشراك العالم برسم مستقبله وما حدث في القوقاز مؤخراً يشكل فرصة مهمة جداً للسير بهذا الاتجاه , والضغط على أميركا للقبول بهذا المبدأ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية