تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النوم يثبت الذكريات

كل جديد
الأربعاء 6/12/2006
ترجمة : دلال ابراهيم عن لوفيغارو

لماذا ننام? بالتأكيد الجواب حاضر وبسيط ومقنع,وهو حاجة جسمنا للراحة بكافة اعضائه, بعد عناء يوم استنفر واستنفد كافة قوانا وطاقتنا.

ولكن وجد العلماء مؤخراً سبباً آخر لحاجتنا إلى النوم, هو أن النوم يتيح لنا فرصة تدعيم وتوثيق ذكرياتنا التي مرت معنا في اليوم السابق.‏

هذا ما أكده باحثون من جامعة لوبيك الالمانية الذين حددوا مرحلة النوم التي يتم فيها الاحتفاظ بالتمرينات الفكرية.‏

وأشار فيليب بينو, البروفسور في علم الاعصاب النفسي في الجامعة الحرة في بروكسل, وجان بورن وفريقه في مجلة (ناتشور) Nature, لأول مرة,أن الموجات البطيئة التي تتميز بها فترة النوم العميق تتدخل جيداً وبنشاط في عمل الذاكرة.‏

وقسم الخبراء فترة النوم إلى حلقات من النشاط الكهربائي تدوم فترتها 90 دقيقة, أي فترة نوم ذات موجات بطيئة ومتواترة وتكون في أوجها خلال فترة النوم العميق, وتليها فترة نوم تناقضي ظاهري, حيث النشاط الدماغي خلاله يشابه نشاطه خلال فترة الاستيقاظ أو الأرق.‏

ويعتقد الباحثون الالمان أن الدماغ يستغل فترة النوم العميق من أجل توثيق الذاكرة الواضحة, أي الذكريات التي يمكننا رسمها شفهياً.‏

ومن أجل البرهان على ذلك, أجروا تجارب على عشرات المتبرعين من خلال عرض قائمة من الاسماء عليهم, قبيل خلودهم إلى النوم.‏

ومن ثم قاموا بتحفيز وتنشيط فترة النوم العميق لديهم, وذلك بوضع ذبذبات كهربائية على جماجمهم, تحرض الموجات البطيئة, التي يطلق عليها اسم -دلتا- تتميز بها تلك الفترة من النوم.‏

قبل النوم, بلغت نسبة تذكر تلك الاسماء لدى الاشخاص 5%, ولكن تضاعف استذكارها عقب تنشيط موجات دلتا.‏

ويعلق البرفسور فيليب بينو على ذلك بالقول (هذا يثبت أن موجات دلتا التي ظهرت مع دخول الذبذبات إلى كامل الخلايا العصبية تلعب دوراً مهماً في تدعيم الذاكرة, وإن سلمنا أن ساعات النوم قبيل منتصف الليل تعتبر مضاعفة فهي الفترة المناسبة لظهور تلك الموجات العاملة على توثيق جزء من ذاكرتنا.‏

وكان الاعتقاد السائد يقول إنما يتم هذا التدعيم الذاكري لأن المناطق الدماغية المستنفرة خلال اليوم تبقى متفاعلة أثناء النوم.‏

وجزم الباحثون أن أحد أهم مهام النوم هي توثيق الذكريات وتقوية الذاكرة, وتفيد فترة النوم ذات الأمواج البطيئة أو النوم العميق في الذاكرة الواضحة, لأن تركيبة التخزين فيها تكون انتقالية على شكل حصان البحر.‏

بينما فترة النوم الظاهري أو التناقضي تعمل من أجل تقوية الذاكرة الضمنية, أي الذكريات الانفعالية أو المحركات اللإارادية.‏

والسؤال: إن كانت الموجات الدماغية تلعب دوراً فعالاً في تقوية الذاكرة, ألن يؤدي أي اضطراب في موجات دلتا خلال النوم العميق إلى إعاقة مسيرة التوثيق الذاكري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية