تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عناد المفلسين

البقعة الساخنة
الأربعاء 6/12/2006
خالد الأشهب

بات جليا لكل مراقب ومتابع,أن ادارة الرئيس جورج بوش في أزمة خانقة أمام مشاريعها في العالم,خاصة في الشرق الأوسط,وأمام ذاتها وأنصارها في الداخل الأميركي من حيث طريقة تفكيرها وجدوى ادواتها,فهي من جهة اولى عاجزة عن وقف نزيف قواتها البشري والعسكري اليومي في العراق وبما يتسبب بمزيد من عزلتها ونقمة الناخبين الأميركيين عليها,وهي من جهة ثانية عاجزة عن أن تواصل تضليل الأميركيين والاحتفاظ بدعمهم لما تقوم أو تنوي القيام به حول العالم,خاصة بعد سلسلة الاخفاقات التي طالتها سواء في العراق او لبنان أو حتى حيال الملف النووي الايراني.

وإذا كانت الادارة الأميركية اليوم,محاصرة بما جنته يداها عبر ست سنوات من التطرف وسياسات العنف والتضليل,وهي لأجل ذلك باتت تدفع بأكباشها واقطابها الى المحرقة واحدا بعد الآخر منذ إبعاد ريتشاردبيرل (أمير الظلام) مرورا بسقوط رامسفيلد ووصولا الى جون بولتون في الأمس,فإن اذيال هذه الادارة وظلالها في العالم باتوا محاصرين أيضا وبما هو أسوأ من حصار الادارة ذاتها,أي بالاخفاق مضافة اليه وصمة العمالة والولاء للاجنبي. تستطيع ادارة الرئيس بوش الذهاب الى الظل وبأقل الخسائر,وأن تتحول الى دمغة سوداء في سجلات السياسة الأميركية فحسب,أو الى مجرد تاريخ اعوج وعابر,ولكن,كيف تستطيع أذيال هذه الادارة وظلالها أن تتنكر لوصمة العمالة إن استطاعت محو اخفاقاتها وفشلها الذي ورثته عن ادارة بوش?.‏

لهذا السبب,ودون عناء,يتخلى الرئيس بوش عن اعادة ترشيح جون بولتون مندوبا لادارته في الأمم المتحدة,فيما يتمترس الأذيال في مواقع دفعتهم اليها ادارة بوش ,يصمون آذانهم عن هدير الشارع المطالب برحيلهم ومحاسبتهم,ويصرون على تحويل الحماقة الى ذكاء, والعمالة الى انتماء وطني ..إنه عناد الافلاس والمفلسين!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية