تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلما تحركت باكستان اضطرب العالم..?!

نوفوستي
ترجمة
الأربعاء 6/2/2008
ترجمة: د. ابراهيم زعير

من غير المفهوم,لماذا كلما أجرت باكستان تجربة جديدة على صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية يضطرب العالم ويتساءلون

كيف يحدث أن دولة إسلامية لديها سلاح نووي ولديها في الوقت نفسه متطرفون, ورغم ذلك تجري تجارب على الصواريخ, مع العلم أن الاحتجاجات على باكستان من المستبعد أن تكون عادلة, فالدولة تمتلك رؤوسا نووية وبطبيعة الحال لن تقوم بنقلها على متن الطائرات فقط, وهي بحاجة إلى وسيلة نقل أخرى.‏

لا شك هناك بعض المخاطر من وجود سلاح نووي عموماً ليس فقط الباكستاني, ولا يقل هذا السلاح خطورة عن ذلك الذي تمتلكه إسرائىل, فإسرائيل لديها سلاح نووي وهي الوحيدة في الشرق الأوسط المالكة له, ولا يخفى على أحد خطورته على الدول العربية والدول الأخرى القريبة منها, علماً أن مخاطر السلام النووي واحدة إن كان هندياً أو أميركياً أو روسياً الخ, والأمر يعود إلى طبيعة سياسة الدولة المالكة لهذا السلاح, فهل تشكل خطراً على الآخرين وهل هي دولة عدوانية أم لا? وباكستان لم تخف يوماً أن سلاحها النووي موجه لردع أي عدوان عليها ولا سيما أن بعض جيرانها-كما تقول-يهددون أمنها. فالنزاع المزمن بين الهند وباكستان لم يترك فرصة للشعور بالراحة لدى الطرفين وكلاهما مالك للسلاح النووي ومنذ عام 2005 يقوم الطرفان الهندي والباكستاني بتطوير أسلحتهم الصاروخية, متجاوزين المشكلات التي قد تؤدي إلى تعكير جدي لطبيعة العلاقات بينهما, صحيح أن البلدين ومع مطلع عام 2007 أخذتا في البحث في المسائل الخلافية التي تسيء إلى العلاقات بينهما, واستطاعتا التوصل في شهر شباط من العام الماضي نفسه إلى إبرام اتفاقية مهمة للحيلولة دون وقوع حوادث غير متوقعة في السلاح النووي لدى كل منهما, واعتبرتا أن المهمة الرئيسية لهذه الاتفاقية هي تجنب نشوب مواجهة نووية بين البلدين وكذلك وضع نظام تحكم أمن بالسلاح النووي والجدير بالذكر أن باكستان قد أجرت في 25 كانون الثاني الماضي تجربة على الصاروخ البالستي (شاهين-1) الذي يبلغ مداه 700كم ويعمل على الوقود الصلب, ومحمول على عربة تتنقل على سكة حديدية وقادر على حمل رأس نووي.‏

وأغلب الظن أن صاروخ (شاهين -1) هونسخة عن الصاروخ العملياتي التكتيكي الصيني (م-9) الذي يعمل أيضاً على الوقود الصلب وفي 11/12/2007 أجرت باكستان تجربة ثانية على الصواريخ, أطلقت أثناءها صاروخاً مجنحاً اسمه بابور يطلق من منصة أرضية ويصيب هدفه على بعد 700 كم, ولكن باكستان تلتزم بتنفيذ (جدول) التجارب المتفق عليه مع الهند, ولم تخرج عن بنود هذا الجدول (الاتفاقية) لا من حيث نوع الصواريخ التي تجري التجارب عليه ولا من ناحية مدى هذه الصواريخ, وفي هذا السياق ثمة نقطة مهمة جداً, وهي أن الهند وباكستان تجريان تجاربهما على الصواريخ منذ العام الماضي 2007 بعد إعلام الطرف الذي سيجري التجربة للطرف الآخر, بأنه سيجري تجربة جديدة كما أنهما أجريتا بعض التجارب في الوقت نفسه وكأنهما تلتزمان بمبدأ (توازن القوى) بينهما, وأصبح هذا تقليداً لدى الطرفين منذ أن بدأت باكستان بإجراء تجربة على السلاح النووي عام 1998 بعد أن أجرت الهند تجربة مثيلة, إلا أن مبدأ (التوازن) هذا يقتصر على توقيت إجرائها حيث يبدو واضحاً أن نتائج مقارنة المواصفات التقنية للصواريخ في كلا البلدين ليس لمصلحة باكستان.‏

لقد تمكنت الهند بمساعدة من الدول الكبرى من تحقيق تقدم في مجال السلاح النووي والإعلان عن مصالحها القومية في آسيا, وترى إسلام أباد ولديها أسباب موضوعية للتفكير بأن الولايات المتحدة مستعدة لدعم رغبة الهند بالحصول على لقب قوة عالمية كبرى, مقابل دور هندي في الحد من تنامي الدورين الصيني والإيراني, فما الذي بوسع باكستان القيام به في مثل هذه الحالة?‏

في كانون الأول نهاية عام 2007 وضعت باكستان العقيدة في المجال الدفاعي والتي ترتكز على مبدأ (القدرة على ضمان الردع) وأوضحت أن عقيدتها هذه موجهة بشكل رئيسي من أجل حماية وحدة أراضيها ولضمان الأمن في منطقة جنوب آسيا, ومن الواضح إذا اقتصر استخدام القدرة العسكرية على الردع والقوة النووية كعامل رادع, فإن تأثير القوة النووية الباكستانية يفقد الكثير من جوانب الخطر الذي يشكله.‏

ورغم أن الولايات المتحدة تبدي (قصة حب) مع الهند فإن باكستان ما زالت تشكل الشريك الرئيسي للولايات المتحدة والغرب في إطار ما يسمى التحالف ضد الإرهاب في المنطقة.‏

ويبدو أن باكستان ستبحث عن دعم لعلاقاتها مع الهند بمساعدة دول أخرى غير الولايات المتحدة والتي تمتلك أسلحة متطورة مثل روسيا, وفي جميع الأحوال ما دام السلاح النووي مكدساً في ترسانات مختلف الدول وخاصة تلك التي تواجه نزاعات إقليمية حادة ومستعصية فإن هذا السلاح سيبقى خطرا جديا على الجميع وعلى السلام العالمي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية