تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جرائم في غزة وصمت في العالم!

ترجمة
الأربعاء 6/2/2008
ترجمة:ريما الرفاعي

ويعتبر الاكاديمي في جامعة برنستون ريتشارد فولك الحصار الاسرائيلي مقدمةلإبادة جماعية حتى قبل قيام اسرائيل بقطع امدادات الطاقة.

والآن يمكن اعتبارالاجراءات الاسرائيلية الاخيرة في القطاع ابادة جماعية بطيئة,وطبقاً للبند الثاني في جنيف عام 1948 حول منع جرائم الابادة الجماعية,ومعاقبة مرتكبيها فإن تصرفات اسرائيل تندرج ضمن هذا السياق (1-قتل أي من اعضاء الجماعة 2-إلحاق ضرر عقلي أو جسدي بأعضاء الجماعة 3-اساءة ظروف حياة الجماعة وإلحاق تدمير جسدي أو مادي جزئي أو كامل..كل ذلك يعتبر من تصرفات الابادة الجماعية), وبالتالي فإن الحصارالاسرائيلي لغزة المقصود منه قتل الفلسطينيين والتسبب لهم بأضرار جسدية وعقلية وتوجيه ضربة لظروف حياتهم من اجل الوصول إلى دمار مادي متدرج وهو ما يندرج في اطار سلوك الابادة الجماعية.‏

ومع ذلك,ما يزال الاتحاد الاوروبي صامتاً بشكل كلي.ولكن لماذا نلوم الاتحاد الاوروبي على التواطؤ مع اسرائيل أليس حريا بنا أن نلوم المجتمع الدولي بأكمله الذي لم يحرك ساكناً حتى ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لم يتخذ أي اجراء لوقف الممارسات الاسرائيلية اضافة إلى دور الولايات المتحدة الامريكية الراعي الكريم لاسرائيل خاصة بعد تقديم الرئيس الامريكي جورج بوش خلال جولته الاخيرة ضوءاً اخضر لاغتصاب غزة.‏

ولماذا لا نوجه اللوم إلى السلطة الفلسطينية في رام الله ?.‏

بعد اسرائيل تعتبر الولايات المتحدة دون أدنى شك الطرف المذنب في هذه الجريمة تحت تأثير ايديولوجيا المتعصبين والمحافظين الجدد واللوبي الاسرائيلي .‏

يجب على الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والامم المتحدة اضافة إلى مجمل الحكومات في العالم والمنطقة التي تربطها علاقات مع اسرائيل ان تتحمل مسؤولياتها في ردع الجرائم الاسرائيلية في غزة.ويترتب على هؤلاء تحمل مسؤلياتهم القانونيةوالاخلاقية عبر ممارسة الضغوط لوقف الجريمة قبل فناء الاف الفلسطينيين.‏

والاتحاد الاوروبي ليس فقط صامتاً وغير مبال بما يحصل,بل إنه يواصل اتصالاته الحارة مع اسرائيل في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والأكاديمية.وعلى سبيل المثال,تلقت اسرائيل دعوة لحضور معرض كتاب في ايطاليا كضيف شرف ,كما تم عرض افلام اسرائيلية ممولة حكوميا في مهرجان الافلام في جميع انحاء القارة البيضاء, في حين ان منتجات اسرائيل من البرتقال والافوكادو وانظمة الامن المتطورة تغزو الاسواق الاوروبية اكثر من أي وقت سابق.‏

اضافة إلى ان للجامعات الاوروبية تعاوناً وثيقاً مع الجامعات الاسرائيلية فإذا اعتقدت اوربا أنها تقوم بالتكفير عن (المحرقة) ضد ابناء شعبها من الديانة اليهودية,فإنها للأسف تقوم بتصرفات الابادة الجماعية بسكوتها عما يحصل للفلسطينيين الذين يبدو أنهم لا قيمة لهم عند الاوروبيين.‏

هل يمكن توجيه اللوم للمؤسسات الاوروبية الرسمية لابتعادها عن توجهات الرأي العام لدى الشعوب الاوروبية حيث تنتشر الدعوات الشعبية تدريجياً في تلك البلدان لمقاطعة اسرائيل بوصفها دولة عنصرية خاصة بين منظمات المجتمع المدني الاوروبية واتحادات التجارة.‏

لكن الحكومات الاوروبية تجد من الصعب عليها الابتعاد عن الموقف الامريكي حيال اسرائيل حتى ان عبارات الادانة الاوروبية التقليدية لاسرائيل والتعبير عن التخوف العميق اصبحت نادرة هذه الأيام,علاوة عن ذلك يتم انتهاك اسرائيل لقوانين حقوق الانسان في اوروبا ويتم التعاون معها رغم احتلالها العسكري وسجلها المخيف لحقوق الانسان ضد الضحايا الفلسطينيين.‏

إن تحويل غزة إلى بحر من الظلمات والفقر والموت والضياع لا يعني شيئاً لاوروبا رغم ان الظروف قد تنقل العنف واليأس والتعصب قرب حدودها,ما يجعلها بسياستها الغبية تستقطب الخراب والدمار إلى عقر دارها.‏

على اوروبا ان تدرك ضرورة الاهتمام أو على الاقل مناقشة الدعوات لمقاطعة اسرائيل وتعريتها وفرض عقوبات اقتصادية عليها وضرورة تبني مشكلات المجتمع المدني الفلسطيني.‏

كما يجب عليها ان تتحسب جدياً لقوى العنف غير المنطقية وحالة التشويش والفوضى التي قد تخلقها مثل هذه السياسات غير المبالية.ويبدو ان النخب الاوروبية مصممة حالياً على عدم معارضة اسرائيل بغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها.‏

وبعد ان تبنى الاوروبيون شعار اليهود الناجين من (المحرقة) والذي يقول (لا تفعلوها مرة أخرى) فإنهم اليوم يرفعون شعار (ليس ضد سياسة اسرائيل).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية