تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث..وزاد.. نغماً!

آراء
الأربعاء 6/2/2008
د. اسكندر لوقا

لا أظن أن أحدا يجهل الكلمتين اللتين تحتلان مكان النقطتين عندما يقرأ العنوان أعلاه!

حتى يستقيم المطلوب من استخدام هذا العنوان لا بد من إضافة عبارتي (في الطنبور) فتصبح العبارة على النحو التالي: وزاد في الطنبور نغما!‏‏

هذا ما حصل عندما أعلن باراك أوباما المرشح الديمقراطي للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الثاني الفائت أنه يؤكد ولاءه لليهود, إذ قال في هذا السياق (كررت موقفي بوضوح بأنني ملتزم بضمان أمن إسرائيل وأن تبقى دولة يهودية) وبالنسبة لحق العودة كرر ما سمعناه على لسان الرئيس جورج بوش قبل أيام. أضاف أوباما (إن حق العودة ليس خياراً حرفياً).‏‏

وبطبيعة الحال فإن رؤيتنا, نحن العرب والمستعمربين معا, هي أن أوباما لم يخرج عن النهج الذي رسمه من قبل آخرون كانوا على لائحة الأمريكيين المرشحين لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية, بيد أن المفارقة هنا تأتي من كونه بدا, في وقت من الأوقات, وخلال حملته الانتخابية ضد السناتور السيدة هيلاري كلينتون, بدا كما لو أنه الأكثر قربا من تمنيات العرب في سياق حقوقهم المشروعة بحكم التاريخ والمنطق, الى أن جاء تصريحه هذا بملء الفم. وبهذا وضع أوباما نفسه بين فكي الكماشة: بين رضا اليهود وسخط بعض العرب ولا أقول كل العرب للأمانة التاريخية!‏‏

وبملء الفم أيضا, يضيف أوباما الى شخصيته وصفاً هو في تقديره, كما يقول, إنه سيكون عامل ارتياح في أوساط ناخبيه. قال لا فض فوه إنه يمارس مسيحيته بنشاط, وجاء ذلك ردا على ما أشيع عنه بأنه اعتنق الاسلام بغرض تشويه سمعته في أوساط المجتمع اليهودي على حد قوله.‏‏

ونحن, كعرب أصليين لا كعرب مستعربين لا يعنينا من يفوز بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية, لأن قضايانا العربية المرتهنة لمخططات المستعمرين الجدد ليست مرتبطة بالأشخاص بقدر ما هي مرتبطة بالسياسة التي ينتهجونها. وفي تاريخ المنطقة الحديث العديد من الأمثلة التي أكدت, أمريكيا, فرضية ارتباط القول بالفعل, منذ قيام الكيان الصهيوني في المنطقة في أيار من العام 1948 وحتى هذا اليوم. وكما أننا لم نخدع أنفسنا يوما بالكلام المعسول الذي يوجه إلينا بين الحين والآخر من قبل هذا المرشح للرئاسة في الولايات المتحدة أو ذاك, فإننا لم نكن لنخدع أنفسنا حتى لو كان كلام أوباما موجها إلينا كعرب لأننا لا ننتظر من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة أي نوع من أنواع العون دفاعا أو حرصا على تحقيق أمنياتنا في استعادة ما سرق من حقوقنا المشروعة على مستوى الأرض خصوصا.‏‏

يقول أوباما إنه كانت هناك حملة تلطيخ مستمرة استهدفت سمعته, خاصة في أوساط المجتمع اليهودي في بلاده. ونحن نتساءل من هو المرشح لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أوباما ولم تتعرض سمعته لمحاولات التشويه, سواء أكانت المحاولات صادقة أم ملفقة?‏‏

ثمة مرشحون كثر تعرضوا لمثل هذا الأمر ومع ذلك نجحوا, وغالبا بأصوات الأكثرية وأحيانا بغالبية الأصوات, بطريقة أو بأخرى. ومعنى هذا الكلام الذي أطلقه المرشح أوباما لا يقدم ولا يؤخر في سياق التوازنات التي تقرر من سيكون الرئيس المقبل للبلاد في ضوء ما تعنيه التصريحات من حيث علاقتها بالمصالح الكبرى لأمريكا سواء على صعيد الاتجار بالسلاح أم النفط أم الذهب وسوى ذلك وصولا للاتجار حتى بدماء Dr-louka@maktoob.com‏">البشر.‏‏

Dr-louka@maktoob.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية