|
ثقافة ومع ذلك ثمة دراسات بحثية تعنى بهذا الشأن, وهنا نشير الى دراسة محمد ياسر زعرور المنشورة في مجلة البيان الكويتية وهي تعنى بالمنهج التأصيلي الاشتقاقي يقول زعرور: نقصد بالتأصيل تنبيه الراغب على الأصل الذي اشتقت منه الألفاظ وبيان دلالته ثم محاولته إرجاع دلالات فروع المادة اللغوية المختلفة الى هذا الأصل الدلالي. ويضيف: ويعد الاشتقاق أحد الأسس التي قامت عليها المعاجم العربية فحينما تطلع على بعض المعاجم نجد أن مفهوم الاشتقاق كان واضحاً في أذهان اللغويين العرب, فقد أدركوا أنه يعطي مستويات من الدلالة المتغيرة إلاإنها غير منفصلة, إذ يجمعها أصل واحد فهو أداة تطويرية دائمة للعربية. ويبرز من اللغويين القدامى الراغب الأصفهاني الذي جعل من الاشتقاق أساساً يقوم عليه كتابه (المفردات) إذ يتميز منهجه في هذا الكتاب أنه يجمع المفردات القرآنية في أسر تحددها حدود الاشتقاق اللغوي, وبعد أن يبين الأصل الدلالي للمادة اللغوية يشرع في بيان معاني الكلمات المشتقة من تلك المادة راداً دلالتها الى أصل دلالي واحد, وكان ذلك ? في كثير من الأحيان, فالمعاجم العربية وإن لم يتوافر فيها المقاصد التاريخية التي تدرس تغير المعنى من عصر الى عصر وتؤرخ لحياة الألفاظ في نشوئها وتطورها أو هجرها, قد رصدت أصل الاشتقاق وما اشتق منه من داخل اللغة نفسها وكشف التغيرات التي قد تصيب الألفاظ. |
|