تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا يفعل موسى?

معاً على الطريق
الأربعاء 6/2/2008
غسان الشامي

إنها الزيارة السابعة لعمرو موسى سعياً,على ما يشاع,لفتح ثقب في الجدار اللبناني, مع أن الثالثة ثابتة كما يقولون, لكن ثبت بالوجه الشرعي أن الأمين العام لجامعة الدول العربية يتنقل على متن طائرة خاصة جداً بالأزمة ويحط في أماكن مفتوحة عليها.

ماذا يفعل موسى إذا كانت المبادرة مخصية, كجميع مبادرات العرب أو قرارات الجامعة العربية, وهل هي عربية أم أعرابية أم عربانية أم جامعة الأعراب أم بطونٍ منهم أو أفخاذ..وهل يتذكر أحدكم قبل انهيار جدار برلين أن لاءات العرب الشهيرة في الخرطوم قد تحولت إلى نعم ويس في الكامبات.‏

ماذا يفعل موسى..هل جاءنا بجديد ?أم أنه استطاب كاميرات تلفزيونات الطوائف والرد أحيانا باستهزاء على بعض الصحفيين والصحفيات..هل جاء متشائلاً أم متفائماً مع حفظ حقوق الملكية الفكرية لإميل حبيبي, أم أنه تفاؤل حذر يشوبه بعض التشاؤم, أم تشاؤم بدوام جزئي.هل يتأبط هشام يوسف الملّف نفسه, الذي غادرنا المرة السابقة بأقسامه الثلاثة التي ينقسم عليها اللبنانيون إلى قسمين,واحد يريد المشاركة وواحد يريد الإلغاء, أي أن مبادرة الجامعة المحقونة بالغموض البنّاء أو القثاء أو الحنّاء لم تسمّ الأشياء بالأسماء ولم تثلّث المشاركة بين موالاة ومعارضة ورئيس عتيد, وحسب تفسير موسى :لا ثلث ضامن ولا أكثرية مرجّحة..اعربوها إن استطعتم في مدرسة البصرة أو الكوفة يا نحاة السياسة,ثم أخبروا الشعب الذي يهددونه إذا خرج إلى الشارع شاهراً جوعه,..بالويل والثبور.‏

ماذا سيفعل دبلوماسي الجامعة ? هل سيفرّط بمحبة شعبان عبد الرحيم أكثر مما تحتمل الأغنية, أم سيردّ على بعض اللبنانيين الذين يرون فيه أكثريا,وهل ستنفع لعم الدبلوماسية في التقاط أكثر من صورة يبتسم فيها البعض مواربة وفي الخفاء يمدّون ألسنتهم,أم أنه سيشهد تأجيل جلسة انتخاب الرئيس الرابعة عشرة ويذهب مودِّعاً بعبارات رطبة لا تبلّ ريقاً ولا تقي قيظاً ولا تخبز رغيفاً للبنانيين.‏

المشكلة ليست في موسى ..إنها في هذا النظام العربي الرمادي في بعضه والأبيض على شاكلة بيت معلّمهِ في بعض آخر..لكن اللبنانيين أيضاً استمرأوا هذه الأرجوحة مع أنهم خبروها منذ عام 1976 ويبدوا أنهم يتمرجحون على حبال من يعرفونهم بدل حبال أخرى..‏

المشكلة أن موسى يأتي هذه المرة وقد بشّرنا النظام العربي, الذي اتهم المقاومة بالمغامرة وهو لا يجرؤ على الاعتراف بما اعترف به فينو غراد من عدوان إسرائيل المبيت,بأنه إذا لم نقبل بما تفتقت به العبقرية الرسمية العربية من حلّ فإن أزمتنا ذاهبة.. للتدويل.‏

يا إخوان..من تهددون? إلعبوها مع تشاد أو ميانمار, أو أي حاجة...لكننا مع ذلك نريد ان نقبل باقتراف خطأ في اللغة العربية وأن (يأكل الكوسى موسى) لأننا نريد (فينو) أي العنب, لا قتل الناطور على تخوم (غراد) أي المدينة.‏

صعب..صعوبة..مصاعب..صعاب..صعوبات..بات الكلام عبثاً.‏

كاتب لبناني‏

ghassanshami@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية