|
رؤية بابل التي بنى فيها حمورابي أول مدارس في التاريخ وسنّ في (مسلّته) القوانين غير السماوية الأرقى عبر زمن البشرية! بابل التي بنى فيها نبوخذ نصر الحدائق المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة والتي أذهلت هيرودوتس! هوالعلم والعدل والتاريخ إذاً أمام آلة الحرب التي اتخذت من آثار بابل مواقع لعسكرها بالقرب من معبد ننماخ وشارع الموكب وباب عشتار ثم رفعت السواتر الترابية التي تضم قطعاً أثرية لا تقدر بثمن, لهذا كله قالت اليونيسكو إن ما حدث لآثار بابل كان كارثة حقيقية.. فماذا فعلت?! لقد قررت وبدم بارد إخراج بابل من قائمة التراث العالمي! هكذا دافعت المنظمة عن تراث بابل-باب الإله كما يعني اسمها! رغم أنها وقبل مدة ليست ببعيدة دعت الى إنقاذ تراث العراق ومحاربة مهربي آثاره فهل كان شطب المدينة من تلك القائمة بمثابة قرع لناقوس الخطر أم تهربٍ من المسؤولية?! بابل التي ذكرت في جميع الكتب السماوية, عاصمة العالم القديم التي لولا ما تركت من شواهد ماثلة لحسبناها واحدة من أساطير الشرق الساحرة-زُفت منذ عام 2003 الى زعيم القراصنة الذي دفعت به البحار الى كنوزها ثم وقف العالم يتفرج على مشاهد عرس الدم والقتل والتخريب ومحو الذاكرة وطمس التاريخ: بابل اليوم عاصمة للثقافة العراقية هكذا أعلنتها وزارة الثقافة هناك لإبراز الهوية الثقافية الوطنية المتنوعة للعراق وتحريك عجلة الابداع فهل هي محاولة لرد الاعتبار ريثما تتوج بغداد عاصمة للثقافة عام 2013? هو عتب نبثه لمنظمة اليونيسكو التي كنا ومازلنا نتوقع منها موقفاً أكثر عدلاً تستحقه مدينة العلم والعدل والتاريخ! |
|