تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسالة الأمير اندرو..?!

الافتتاحية
الأربعاء 6/2/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

الأمير اندرو وهو نجل الملكة اليزابيث ودوق يورك, هاجم سياسة الرئيس بوش والولايات المتحدة في العراق, وحسب مانقلت (الديلي تلغراف) عن الدوق يورك أنه شن هجوماً غير مسبوق على الادارة الامريكية لفشلها في الاستماع الى النصائح البريطانية حول الحرب في العراق.

اعتراض الأمير أندرو ليس من باب رفضه لسياسة استعمارية جديدة ترسمها الولايات المتحدة ,بعد نحو 45 عاماً من إعلان الأمم المتحدة لقرارها تصفية الاستعمار, بل لأن أمريكا لم تحسن عملية الاستعمار هذه ,ولأنها لم تستفد من التاريخ الاستعماري لبريطانيا!‏‏‏

وأضاف الأمير :‏‏‏

فإن كنت تفكر في الاستعمار.. وإن كنت تفكر في عمليات على مستوى دولي واسع فنحن خضنا ذلك.. ربحنا, وخسرنا ,وانسحبنا أحياناً.. لكن الحقيقة تبقى أنه لايزال لدينا الكثير من الخبرة حول هذه المواضيع التي مازالت صالحة.‏‏‏

لا أدري, ان كانت بريطانيا فخورة فعلاً بتاريخها الاستعماري.. لكن للشعوب كل الحق أن تفخر بنضالها للخروج من سيطرة الاستعمار.. وأن تتذكر بألم وحرقة ومئات الأسئلة والاتهامات ذاك التاريخ, الذي ما زالت آثاره تتلى على شعوب العالم, من الهند إلى باكستان إلى كل جنوب آسيا إلى الشرق الاوسط وغيره.. وإن نسي العالم كله ذاك التاريخ (المشرق) الذي يتغنى به الأمير أندرو.. كيف سينسى فلسطين.. إنها النقطة السوداء الكافية لصبغ تاريخ أي دولة في العالم بالسواد, على مافعلته بريطانيا ذات الثقافة الاستعمارية, التي يعلن عن بازار لها دوق يورك بفلسطين وهو ما ينضح دماً لم يتوقف حتى اليوم..‏‏‏

لكن الأمير الانكليزي كان جريئاً فعلاًً بشكل استثنائي, ليس لأنه خرج على البروتوكول كأحد أفراد العائلة المالكة,و تدخل في السياسة وهاجم ادارة بوش, بما يوحي باستهجانه لما يجري في العالم, بفعل هذه السياسة, بل لأنه قال: إنه الاستعمار.. ودعا الى أن ينهل العالم من التاريخ الاستعماري لبلاده.‏‏‏

لو أن زعيماً سياسياً أو مناضلاً أو مقاوماً في شرقنا قال عمّا يجري: إنه الاستعمار بهمجيته التي تتفوق على التاريخ الأسود للاستعمار البريطاني, لقالوا له: كفاك حديثاً عن مؤامرات وتحليلاً للمواقف.‏‏‏

إنه الاستعمار.. ومن يو م كان الاستعمار, كان من يقاومه متهماً بالارهاب والتطرف, وطالما انه الاستعمار فلا بدّ من عودة حركات التحرر الوطني والعمل الثوري لوضع حد للسياسة الاستعمارية, حتى إن استلهمت العبقرية البريطانية في هذا الأمر المرفوض عالمياً والمرفوض من شعوب العالم والمرفوض من المجتمع الدولي بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 الصادر في كانون أول 1960 والذي ينص على حق جميع الشعوب في الاستقلال, وتصفية الاستعمار.‏‏‏

مقولات الأمير أندرو مهمة جداً. لأنها تتلى في أجواء بدا فيها واضحاً أن سياسات وأنظمة ودولاً وقوى مختلفة أصبحت تقبل الاستعمار ..وهي فخورة به .. ابتداء من رهن اقتصاداتها لمساعدات مرتبطة بشروط سياسية حتمية .. وانتهاء بإقامة القواعد العسكرية والتصفيق للغزو الاستعماري .. أو السكوت عليه على الأقل .. ولم تعد رائحة الدم تثير أحداً منهم..‏‏‏

رسالة إلى الأمير أندرو دوق يورك أقول:‏‏‏

سيدي.. لي أهل في غزة يقتلهم الحصار والموت والذبح اليومي .. وقصتهم تنتهي بتاريخكم النجيب .. هل انتظر أن تشرح أي أخطاء وجرائم تمارس هناك..?!‏‏‏

ورسالة إلى شعوب العالم في شرقنا الحزين وبعيداً عنه:‏‏‏

يبدو أنه لم يأت أوان إنزال البندقية .. فهو الاستعمار.. هل تذكرون ما قالته سورية عشية الغزو الاستعماري الأمريكي للعراق..?!‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية