تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجـرد منـاورة

حـــدث و تعــليـق
الثلاثاء 27-4-2010م
منـذر عـيد

وأد السلام طقس إسرائيلي بامتياز، ورمي الكرات بملاعب الغير فن يتقنه حكام إسرائيل كلما حشروا في زوايا الضغط الدولي، أو باتوا أمام حقيقة دفع ثمن متطلبات السلام.

ومن هذا المنطلق فإن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن كيانه الغاصب يريد فوراً بدء عملية السلام، والولايات المتحدة تريد ذلك، وأمله بأن تكون لدى الفلسطينيين الرغبة ذاتها، ليست سوى مجرد تضليل للرأي العام، وإيهامه بان حكومة التطرف الصهيونية راغبة بالسلام، وسطر من الكذب والتدليس والتفنن في الألاعيب وابتداع المناورات التي يجيدها نتنياهو، وغطاء لإجرامه اليومي، لأن الحديث عن السلام والمفاوضات تشكل الثوب الذي يستخدمه ذاك الكيان لإخفاء أفعاله القبيحة، ومن دونه يتعرى أمام العالم .‏

المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي -غادر المنطقة- وطوال جولاته المكوكية فيها لم يحمل من الجانب الإسرائيلي الذي يتشدق بالحديث عن السلام، سوى خفي حنين، كما أن حكام الكيان الصهيوني لم ينسوا ولو مرة واحدة أن يستقبلوا فيها أي مبعوث أميركي بإعلان عن بناء مستوطنات جديدة، أو أعمال همجية ضد الشعب الفلسطيني تكون السبب في عرقلة تلك الجهود، وتؤكد سياستهم الثابتة الرافضة للسلام، وما اعتداءات المستوطنين بالأمس على حي سلوان بالقدس المحتلة، وتصديق بلدية الاحتلال على بناء 321 وحدة استيطانية، سوى واحدة من حفلات الاستقبال والوداع المعتادة التي يحظى بها ميتشل أو غيره من الأميركيين .‏

لقد بات على العالم أن يعي حقيقة الكيان الصهيوني وطبيعته العنصرية الاستيطانية، وبأنه زرع عنوة في قلب منطقتنا وقام على جثث أطفالنا وشيوخنا، ويتعامل مع القانون الدولي بفكر عصابات المافيا، وهو بذلك لن يقبل بالسلام عن طيب خاطر، وسوف يستمر بتهربه منه، ويواصل أعماله الإجرامية التهويدية طالما لم يلق الضغط والإجبار من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لوقف تلك الأعمال.‏

Mon_eid@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية