|
نافذة على حدث قواعد الاحتلال الأميركية باتت تحت المرمى، حتى بومبيو يقر ويقول إن قاعدة احتلال أميركية جوية أخرى في العراق تعرضت لهجوم صاروخي الاثنين، وأن هناك جرحى سقطوا في الهجوم بحسب ما قاله، ولكنه بدلاً من أن يدعو إلى سحب قوات بلاده الغازية من العراق طالب بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، بل ها هو يبحث عن ما سماه أنسب مكان لنشر قواته المحتلة فيه، حيث يصور له خياله الاستعماري بأن أي استهداف لقواعد بلاده المحتلة أمر غير مقبول، متناسياً أن البرلمان العراقي سبق وطالب الأميركي بوضع آليات محددة لانسحاب قواته الغازية، ومتعامياً عن أن إدارة بلاده هي وحدها من يغزو الدول السيادية، ووحدها من قتل ملايين العراقيين، ومئات السوريين، ومن قبلهم الأفغان والفيتناميين، ووحدها من ينسج الأكاذيب والافتراءات، وينهب الثروات. أميركا هي أميركا كما عرفناها وعهدناها على مدى كل السنوات السابقة، سواء كانت بإدارة ديمقراطية، أم إدارة جمهورية، فالأساليب وحدها هي التي تتغير وتتلون، بينما الخطوط العريضة الأساسية الإرهابية العدائية النهبوية تبقى واحدة، والمؤكد أن أميركا لم تغزو دولة إلا لنهب نفطها ومقدراتها ومحاولة إخضاعها وإرجاعها إلى ما قبل العصور الحجرية بما يملئ الجيوب الأميركية من جهة، ويضمن تفوق كيان العدو الصهيوني واستمراره في سياسة الإرهاب والتهويد وقضم الأراضي الفلسطينية والعربية من جهة أخرى. ما نقوله هنا مبني على دلائل ومعطيات تؤكد ما سبق وذكرناه، فصحيفة الـ وول ستريت جورنال ذكرت مؤخراً بأن واشنطن هددت بغداد بمنع وصولها إلى عائدات مبيعات النفط، فيما ترامب نفسه، وبوقاحة قل نظيرها سبق وقال للعراقيين: إذا أجبرتمونا على الإنسحاب فعليكم أن تدفعوا الثمن، الأمر الذي نراه لا يحتاج إلى أي تحليلات أو تكهنات لمعرفة مراميه السياسية، فحقول النفط ومليارات الدولارات وإنعاش تجارة السلاح الأميركية هي غاية ترامب وإدارته وضالته المنشودة. رسالة المقاومين المنتصرين في الميدان من المؤكد أنها وصلت ترامب، ولكنه لم يكترث على ما يبدو، وإن سقط الآلاف من جنوده، أو حتى مئات الآلاف، وعادوا إلى بلادهم بالتوابيت، أو عاشوا تجربة مرعبة بحسب الـ سي إن إن، فالمهم الاستمرار بالحرب وملئ الخزائن والأرصدة، والحجج الأميركية جاهزة بالأدراج ولا تنتظر إلا من يتفوه بها. |
|