|
رياضة
ولم تكن إقالة فالفيردي من المنصب الذي استلمه عام 2017 مفاجئة، بل تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن التوجه للتخلي عنه رغم تصدر الفريق لترتيب الدوري المحلي.وتوصل النادي إلى قراره بإقالة ابن الـ55 عاماً الذي قاد البلوغرانا إلى لقب الدوري في الموسمين الماضيين والكأس والكأس السوبر المحليين عام 2018، بعد اجتماع لمجلس إدارته دام لأكثر من 4 ساعات في ملعبه نيوكامب. وستكون المباراة الأولى لسيتين كمدرب للنادي الكاتالوني يوم الأحد ضد غرناطة في نيوكامب.وترك سيتين (61 عاماً) منصبه في بيتيس أواخر الموسم الماضي بعد أن أشرف على النادي الأندلسي منذ 2017، وكان اسمه مطروحاً لاستلام تدريب برشلونة في كانون الثاني 2019.وسيتين هو آخر مدرب فاز على برشلونة في الدوري على ملعب نيوكامب حين تغلب بيتيس على العملاق الكاتالوني 4/3 في 11 تشرين الثاني 2018.ومع تأكيد برشلونة إقالة فالفيردي وتعيين كيكي سيتين لتدريب الفريق بدأت الأضواء تتسلط على مدرب بتيس السابق لمعرفة تفاصيل مسيرته والاقتراب أكثر من هويته الفنية ومدى ملاءمتها للهوى الكاتالوني.فالمدرب سيتين الذي جلس عاطلاً عن العمل لثمانية أشهر قبل انضمامه إلى برشلونة، بدأ عام 2001 مسيرته التدريبية من الدرجة الثانية مع راسينغ سانتاندير ومن ثم بولي اخيدو قبل أن ينتقل عام 2003 لتجربة دولية بتدريب منتخب غينيا الاستوائية. ولم تدم رحلة المدرب الإسباني الإفريقية سوى ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى إسبانيا حيث تنقل في درجات الظل بين لوغرونيس (2007/2008) ولوغو حيث استمر 6 سنوات (2009-2015) وعرف نجاحات جيدة مع الفريق فقاده من الدرجة الثالثة إلى الثانية موسم 2011/2012. اكتشاف متأخر لليغا اكتشف الليغا لأول مرة عام 2015 حين خلف المُقال باكو هيريرا في لاس بالماس الذي كان مهدداً بالهبوط، فنجح بانتشال الفريق من دائرة الخطر إلى المركز 11 مع نهاية الموسم. بقي مع الفريق حتى 2017 تاريخ مغادرته إثر خلاف مع الإدارة.عقب ذلك توليه دفة ريال بيتيس في أيار 2017 ونجح بتحقيق نتائج جيدة مع الفريق وقاده إلى مراكز مؤهلة أوروبياً منذ الموسم الأول بحلوله سادساً محلياً فشارك في دور المجموعات في اليوروبا ليغ ومن ثم خرج من دور 32 على يد رين الفرنسي.وبعد موسم متوسط العام الفائت حل فيه بيتيس عاشراً في الدوري اتفق كيكي مع إدراة النادي على ترك الفريق حبياً مع نهاية البطولة.في سجل كيكي التدريبي 500 مباراة منها 172 على مستوى الدرجة الأولى في مختلف المسابقات أي مع لاس بالماس وبيتيس، حقق خلالها مع هذين الفريقين 66 فوزاً و39 تعادلاً و67 هزيمة. وقبل انتقاله لوظيفته التدريبية، كان المدرب المرتقب لاعب وسط نشيط ومؤثر حيث مثل عدة فرق مثل راسينغ سانتاندير وأتلتيكو مدريد وليفانتي وغيرها، كما لعب لمنتخب إسبانيا 3 مباريات وكان في عداد الفريق في مونديال المكسيك 1986. وامتدت سنواته كلاعب طويلاً حتى بلغت 19 عاماً ختمها مع ليفانتي عام 1996. الشخصية الفنية يعرف عن المدرب الستيني عشقه لأسلوب الكرات الأرضية السريعة والقصيرة وتبادل المراكز وبناء الهجمات من الخلف بروية، أي أنه الأقرب لفلسفة برشلونة الشهيرة بـ (تيكي تاكا) لهذا كان خياراً مطروحاً منذ كانون الثاني 2019.ففي فترة توليه تدريب بيتيس اشتهر سيتين، المولع بالشطرنج، أنه من الفنيين الذي يحبون الديناميكية العالية في الفريق وكثرة التحركات مع ومن دون كرة ونزعته الدائمة للسيطرة والاستحواذ وكثرة التمريرات حتى إيجاد مساحات وفرص متنوعة للمهاجمين في الثلث الأخير.ولفت كيكي الأنظار في شق بناء الهجمات، حيث كان يعتمد مع بيتيس على بدئها من الخلف حيث يسقط الوسط المدافع سريعاً بجوار قلب الدفاع لتشكيل مثلثات مع الظهيرين ما يساعد الفريق على تناقل الكرة بتمريرات سلسة قصيرة تسمح بنقل اللعبة سريعاً إلى الهجوم مع تقدم الظهيرين. واعتمد على نحو أساسي على تشكيلة 4-2-3-1، وهي خطة كانت تتحول إلى 3-4-2-1 عند الهجوم وهو نهج قد يتلاءم مع مقدرات برشلونة الهجومية ورغبته بالسيطرة والاستحواذ والامتاع الهجومي. سأبكي إلى الأبد وبعد ارتفاع أسهمه، أعيد تسليط الضوء على ماضي كيكي ومما لفت الأنظار تصريحه المؤثر جداً عن ليونيل ميسي الموسم الفائت.فالمدرب الذي لم يخف يوماً عشقه لنادي برشلونة في أكثر من موقف، قال عند استقالته من بيتيس في أيار 2019: حين يعتزل لاعب مثل تشافي، يشبه الأمر انتزاع كبد، وعندما يأتي يوم اعتزال ميسي، سأبكي إلى الأبد.ويبدو أن القدر كافأ المدرب كيكي ليجاور ميسي قبل أن يعتزل ولعل بكاءه المذكور سيكون أكثر انهماراً إن كتب له القدر مشاهدة اعتزال ميسي وهو يدربه! الشخص المناسب طبعاً سيرسم الاختيار علامات استفهام عند عشاق البلوغرانا ـ فالفريق الكاتالوني في سباق على الألقاب أهمها الدوري المحلي وأبطال أوروبا أي أن المدرب الجديد سيكون مثقلاً بمهام التتويجات وأعبائها وهو لم يعرفها قط، فهل تعيينه صائب؟ما سيقوله بعض عشاق برشلونة إن المدرب لا يملك أي لقب في سجلاته بل نتائج جيدة وعروض جميلة كما أنه لم يسبق أن حمل عبئاً نفسياً في أي ناد كبير حتى أقل شأناً عن برشلونة أو يدنو منه، وشتان ما بين بيتيس والقلعة الكاتالونية، كما لم يسبق له أن اختبر دوري الأبطال أو عاش وضعاً بسيكولوجيا يتطلب المنافسة على لقب الدوري الإسباني. وعلى الضفة الأخرى، يذكر الكثيرون أن كرة كيكي من الأجمل وتكتيكه الكروي يشابه تيكي تاكا غوارديولا أي أنه الرجل المناسب لاستعادة هوية برشلونة الفنية الضائعة مع فالفيردي، ويملك خبرة تدريبية في الدوري الإسباني وأقل منها على الجبهة الأوروبية في اليوروبا ليغ. |
|