تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فــــلامنــكـــو روثــيــو مـــولينـــــا.. رقـــص علــى مقـــام « الجســــد»!..

ثقافة
الأربعاء 21-4-2010م
لميس علي

الشقية التي كانتها (روثيو مولينا) رسمت ملامحها بحدود الجسد المنزاح إلى دنيا (الفلامنكو).. جسد نابض بأبعاد روحه.. مرهون ومرتهن إلى كل ما تنضح به.

وكما لو أن عبارة (كوني أنتِ) المكتوبة بالعربية على مرآة عُلقت مع مجموعة أطر خشبية في الطرف الأيسر للخشبة، وكما لو أنها كانت دليلاً لمولينا لتكون نفسها.. ليكون لها الفلامنكو خاصتها.‏

معها ومع جسدها قدرت على صياغة لوحات تقف في نقطة وسط ما بين فلامنكو الأمس وفلامنكو اليوم.‏

هي ترقص بزي (تايور جلدي) حديث التصميم.. بسروال جينز.. كما وتؤدي لوحة بزيها الداخلي الضيق، حيث تظهر ملامح جسدها كما لم تجر العادة في الفلامنكو المعتمد فساتين واسعة فضفاضة بجزئها السفلي.‏

بجسدها تكتشف مساحات وأفقاً جديدة لفن الفلامكنو، تلك الفتاة المولودة في (ملقة) عام 1984م، ضمن عرضها (ألماريو) الذي قدمته على مسرح الدراما - دار الأوبرا السورية، بالتعاون مع معهد ثربانتس.‏

مولينا حتى عندما ترتدي الزي التقليدي للفلامنكو تملؤه بحضورها الواثق المحبب.. المتمرد كما أصل رقص الفلامنكو.. تكسي حركات الجسد نظرات تفيض كبرياء وتحدياً، فتكتمل إشارات ذاك الفن.. تكتمل دائرة معانيه بحضور الغناء والغيتار إضافة إلى آلات إيقاعية نقرية.‏

لعب:‏

في اللوحات التقليدية.. تلاعب وتراقص مولينا الكرسي، شالها، وذيل فستانها، تناور الغيتار.. كما تخلق نوعاً من الحوارية الراقصة - الغنائية مع المغنين.. أحياناً تشعر وكما لو أنها تترجم كلماتها رقصاً، وأحياناً أخرى يتسرب إليك إحساس أنها تواجه ذاك الكلام المنطوق غناء بغنائها الذي توزع تقاسيمه بإشارات لا منطوقة عبر أبجدية جسدها المنتفض الحر.‏

أداة الجسد تتوزع على أكثر من شكل وبأكثر من هيئة.. تفرد مولينا حركات أطرافها إلى أقصاها.. تحرر الجسد من أزيائه التقليدية لتلبسه حركة مشبعة.. تجاهر عن طريق الحركات التي تختبئ نسبياً في مألوف رقص الفلامنكو، وبذلك تمسي أكثر عفوية وحرية في تعابيرها الراقصة.‏

فخامة جسد:‏

بفخامة.. بأبهة.. وبكبر.. يأتي فلامنكو مولينا مشبعاً ثورة، لك التقاطها عبر رزانة الحركة.. صرامة النظرة.. وثقة الحضور.‏

ثورة الفلامنكو أو ثورة الجسد عبر رقص الفلامنكو تحمل طبقات من الوجع الموروث الذي صاحب نشوء هذا الفن العائد إلى القرن الخامس عشر الميلادي، كتعبير عن رفض اضطهاد أحاط بالفئات القليلة المسحوقة في إسبانيا، والغناء يتفرد بوضوح في التعبير عن هذه الحالة لأنه يمتلئ صرخات حزينة ونغمات مأساوية.‏

رقصاً تتم المواربة.. يتم نوع من التآمر على ذاك الاضطهاد، فيتفجر الجسد بكبرياء وعنفوان ضد كل أشكال الظلم.. معلناً ثورته الخاصة..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية