|
ملحق ثقافي كان المعماري الرسمي لهذا الإمبراطور في مجالي الإنشاءات المدنية والعسكرية. وهو الشخصية الفنّية الكبرى الوحيدة التي يمكن تمييزها في خضم جهلنا لأسماء مبدعي الفن في العصر الروماني». ولد أبولودور ذو الأصول الرومانية في دمشق سنة 60 ميلادية، في أسرة أرستقراطية. ونال حظوة كبيرة لدى الإمبراطور ترايانوس «تراجان»، حتى إنه تسلم منصب وزير الأشغال العامة. وعاش حياته متنقلاً بين روما ودمشق، ولذلك كان تأثره واضحاً بفن العمارة الرومانية إلى جانب تمكنه من الفن الشرقي عموماً. قيل فيه: «إن أبولودور الدمشقي الذي يكمن اسمه خلف أعظم المنجزات المعمارية في عهد تراجان يظل لغزاً من الألغاز». ومع ذلك فإن التاريخ يذكر أن تاريخ العمارة السورية في عهده، كان تاريخاً عظيماً، ما حدا ببعض المؤرخين إلى اعتبار سورية دولة متقدمة معمارياً على روما في ذلك العصر. طلب الإمبراطور تراجان من أبولودور إشادة عمود يخلده ويكون شاهدة قبر له، وفعلاً فقد صمم أبولودور وأنشأ عموداً فريداً من نوعه في تاريخ العمارة العالمية. وصل طول العمود إلى 33 متراً، نحت عليه قصة الحربين اللتين خاضهما تراجان في داكية. قال أحد النقاد الغربيين في عمل أبولودور هذا: «إن هذا الشريط هو الأعظم بين إنجازات الفن التاريخي الروماني، وإن العمل يسير فيه متتابعاً من غير تردد، ومن مرحلة إلى أخرى، والنحات يبرهن فيه على تمكن تام وعلى حساسية فائقة». شيد أبولودور أيضاً حمامات أسكويلينوس، وكذلك قوس النصر في مدينة إنكونا، وإفريز ضخم كان معداً ليقام في مكان ما من الفوروم، ومسرح موسيقي في مونتي جوردانو. واجه أبولودور ولي العهد هدريانوس وسخر منه، فقام الأخير بنفيه ومات بعيداً عن دمشق عام 125 للميلاد. أنشأ أبولودور عدداً من المنشآت أهمها: الميدان التراجاني، دار العدل الأولمبية، المكتبتان، عمود تراجان، الجسر العملاق على الدانوب، قوس النصر في مدينة بنيفانتوم. okbazeidan@yahoo.com |
|