|
حديث الناس ان الاهتمام الدائم بواقع الارياف والارتقاء بالخدمات بكل انواعها وايجاد فرص عمل بشكل مستمر تتناسب وتنوع الشهادات والاختصاصات والمهارات و.. الخ، كلها بمنزلة مخمدات تحد من حدة الزحف البشري باتجاه المدن، وهذا بالضرورة له انعكاسات ايجابية على مجمل الاداء في مجال الخدمات والتعليم والصحة و الواقع الاقتصادي بشكل عام. ان مجمل الدراسات والاحصائيات في هذا المضمار تشير الى ان معدلات الهجرة الداخلية تخف حدتها كلما زاد الاهتمام بواقع الارياف وهذا امر طبيعي فالتطور الكبير في نظم المعلومات وطرق معالجتها تجعل وصول البيانات والمعلومات بسرعة قصوى بين المؤسسات والادارات والشركات مهما تباعدت المسافات فيما بينها، وهذا الأمر يفتح الباب على مصراعيه لتشييد جميع انواع المشاريع التي تتناسب وطبيعة كل منطقة وبالتالي نكون قد بدأنا فعليا بخلق فرص عمل جديدة تمتص سائر الاختصاصات والكفاءات التي غالبا ما يكون عملها محصورا في المدن الرئيسية. ان توزع المشاريع بمختلف أنواعها واشكالها لتغطي جميع النقاط الجغرافية مهما كانت بعيدة يساهم في تخفيف الضغط الحاصل على المدن وهذا يعني بداية تشكيل رؤية جديدة في نمط الخدمات وتكييف ذلك مع الواقع الجديد وهذا يستتبعه واقع بيئي له انعكاسات ايجابية من خلال تخفيف الضغط الحاصل في المساكن المخالفة والتوسع العمراني العشوائي في المدن التي تفتقر للشروط البيئية والصحية، وبالتالي تكون البداية لخلق واقع اجتماعي اكثر توازنا واستقرارا . التطورات المتسارعة في قطاع الاتصالات والمواصلات ونظم المعلومات كلها عوامل مساعدة لإنشاء المشاريع الضخمة في المناطق الريفية التي ستلعب دورا مهما في امتصاص البطالة وتساهم في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأسر كثيرة تبهرها المدينة وتشدها الحاجة الى العمل. |
|